الاثنين، 28 أكتوبر 2013

أنا حمار لو رجع حمارك

كان ذلك يوم السبت الماضي الموافق 26 أكتوبر 2013 أي في اليوم الأول للحملة الأمنية التي دُشِنَّت لمنع التِجوال بالسلاح وكانت الساعة بين الرابعة والخامسة مساءاً عندما خرجتُ بمعية المدام والأولاد (لنتعوّف) في أحد مطاعم العاصمة، وبينما كنت في الـU turn الذي يسبق جولة المصباحي بشارع الستين أحاول أن أدور من فوق النفق إذ بطقم عسكري يحمل لوحة شرطة يعكس الخط (مكوِّر) باتجاهي وعلى متنه مجموعة ملثّمين يرتدون لباس مدني، أخرجت يدي من نافذة السيارة كي (أعرعر) للسائق لكنه لم يتح لي فرصة للعرعرة ليس لأنه أرقى مني خُلقاً وأكثر تحضُراً بل لأنه كان في عجلة من أمره وربما لم يراني أو لم يهتم لأمر سخطي .. المهم أن الله ستر على العبد لله وواصل صاحبنا طريقه منطلقاً بسرعة الصاروخ العاكس للقارات باتجاه منزل (الراعي الرسمي) لمجلس النواب.
غاضني كثيراً ما حدث - أولاً لأن الطقم كاد يتسبب بحادث مريع، ثانيا لأن طقم الحكومة لا يجب أن يعكس الخط في مكان كهذا وبتلك السرعة وثالثاً لأن المدنيين الملثَّمين كانوا مدججين بالسلاح ولم يُنزع منهم حتى في اليوم الذي حلمنا فيه أن تكون عاصمتنا خالية من مظاهر حمل السلاح ولو خلال فترة الحملة الأمنية فقط.
رأتني المدام مُنفعلاً فقالت: مالك زعلان؟! يمكن الطقم قبض على المسلَّحين وسوَّاق الطقم عكس الخط عشان يوصلهم بسرعة لأقرب حجز. قلتُ: رُبما، بس ليش ما فيش ولا عسكري يحرس المسلّحين فوق الطقم ؟! .. أفحمتني بقولها: هذا شُغل وزارة الداخلية مُش شُغلنا.
كدت أنسى الأمر لكني قرأت اليوم أكثر من منشور على الفيس يؤكد خبراً مفاده أن وزير داخليتنا الله يحرسه من العين قد وجه بضرورة التحقيق في حادثة سرقة طقم من أطقم الشرطة. لم أتمالك نفسي من الضحك وأنا أستدعي المشهد المسجّل في ذاكرتي منذ يومين وقُلتُ في نفسي لعل الطقم العاكس للقارات هو ذات الطقم المسروق من الداخلية.
خُلاصة: لبواسلنا اللي ما رضوش يبسلوا أقول: إن العلاقة بينكم وبين الأمن كالعلاقة بين شطري البيت التالي: مِـكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً ... فَلا رَجَعتْ ولا رَجَعَ الحِمَارُ.
ولسيادة اللواء كبير العسس وحامي الحِمى أقول: إن أردن تقييم الوضع الأمني للبلد فافعل مثلنا واتجه لأقرب قسم شرطة من بتوعك وبلّغ عن سرقة حِمارك، وأنا حمار لو رجع حِمارك.
وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني