السبت، 4 يونيو 2011

ما هكذا تُركب الإبل


بعيداً عن ما حدث ويحدث بين أولاد الشيخ الأحمر وبين علي صالح عفاش الدِّم الذي أتضح أنه دِم حقيقي بسبعة أرواح وليس بحكم لقبه الحقيقي فحسب ـ يبدو أيضاً أن للرجل علاقة بحيوان آخر، فبعد إحراق أجساد المعتصمين واحتلال ونهب بيوت الصامتين وهتك عرض نساء المُسالمين يُفترض أننا وصلنا للمرحلة التي لابد لنا فيها من مصارحة أنفسنا بواقع الحال، وإدراك أن ممارسة العتب السياسي المتمثل في الاعتصامات وصلاة الجمعة في الميادين والساحات ليس إلا (كركرة) لجمل فاقد للإحساس، وأن مواجهة الرصاص بصدور عارية تحت ذريعة سلمية الثورة ليس إلا انتحاراً بكل معنى الكلمة، خاصة إذا أدركنا أن إبادتنا عن بكرة أبينا لن تُهز شعرة من ذيل ذلك الجمل ولو اهتزت السموات والأرض، وقد أدرك جملّنا (رئيس جمهورية النهدين) أن تخلّيه عن كرسي السلطة بعد ارتكابه ما ظهر من جرائمه وما بطن لا يعني شيئاً سوى مواجهته لحتفه، وقد عبّر عن هذا الادراك وصرح به أكثر من مرة و نتذكر قوله في الأيام الأولى من الثورة : "لن أسلّم رقبتي إلى حبل المشنقة"، وبعدها برر رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية بقوله: "لن أوقع على قطع رأسي".. إذاً فمسألة الكرسي بالنسبة له هي مسألة حياة أو موت، وإن اعتقدنا بأنه سيترك ذلك الكرسي راضياً مختاراً أو مُكرهاً تحت وطأة رمينا له بالورود كرد فعل لرميه لنا بالرصاص وقذائف الـ أر بي جي ـ يعني أننا قد بلغنا من السذاجة حداً صدّقنا معه أنه سيقبل أن يعلّق رقبته بحبل المشنقة من أجل خاطر عيون سلميتنا.

قد يقول قائل أن هذه دعوة لممارسة العنف والخروج عن نهج سلمية الثورة، وبدوري أقول كلّا .. لكنها دعوة للرجوع إلى معنى الثورة، فأن تثور يعني أن تغضب لا أن تعتب، وهي أيضاً دعوة لإعادة النظر في مفهوم السلمية وأساليبها التي يجب أن تستخدم في مواجهة الطغاة، آخذين في الاعتبار حقيقة أن ما قد يُجدى من وسائل في ظل الأنظمة الديمقراطية الحقة قد لا يُجدي بالضرورة في ظل الأنظمة الديكتاتورية المتسلّطة، ولكي نمتطي (جمل النهدين) لا بد لنا من أن نُبرِكه على الأرض أولاً ثم نركب عليه، لا أن نأتيه من خلفه وهو قائم كما فعل ذلك الغشيم الظاهر بالصورة ولن ينال من الجمل إلا الضرط أو رفسة قد تودي بحياته حتى إن بدى الجمل مُستمتعاً ..

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني