لست بمشفق على صالح ولست ممن يظهرون الأسف على ما حدث له ويتمنون شفاؤه العاجل ليقال عنهم سلميون، متسامحون، لا يحملون حقداً أو ضغينة على من قتلهم ويقتلهم كل يوم ألف مرة، وفي قرارة النفس يتمنون لو أن العبوة الناسفة التي زُرعت داخل مُصلاه (إن كان يُصلي) قد مزقت جسده إرباً.
إن كان هناك من يشك في أن العبوة المذكورة قد زُرعت من قبل أقرب مقربيه فأنا لا أستبعد أن المسألة برمتها تمت بتدبير منه شخصياً لكنه أرادها أن تكون خفيفة التأثير عليه بالغة الأثر على من أتهمهم بمحاولة اغتياله فأبى الله إلا أن يرد كيده في نحره ربما بخطأ بسيط في حساب المقدار المناسب من المادة المتفجرة التي تؤدي الغرض المطلوب فزاد الماء على الطحين وحدث ما حدث، وما يمكن اعتباره قرينة على هذا الاستنتاج هو أن (أبليس) كان يلبس سترة واقية تحت (زنّة) الصلاة وهو في عقر داره وبين أحبائه وعبيده المخلصين الذين لا يعصون صالح ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون.
لست أيضاً مع من اعتبر رحيله إلى السعودية قد حقق المطلب الرئيس للثورة، ولا أرى فرقاً بين بقائه ورحيله طالما أن المنفذين لرغباته باقون في قلب الملعب ولهم ذات الفاعلية، فالرجل لم يكن يشارك فيما حدث ويحدث مشاركة ميدانية بل كان ولا زال يدير الأحداث عبر الهاتف ولا فرق بين هاتف يأتي من السبعين أو من المملكة.لا أنكر أن رحيله قد أحدث فرقاً ولو معنوياً في نفوس مواليه ومعارضيه، لكن ما فائدة هذا الفرق إذا لم يتم استغلاله من قبل الخصم وتحويله إلى نصر مادي ملموس ؟.
لما لا تُستغل فرصة غياب (الدِّم الأكبر) بالسيطرة السريعة على صغاره من خلال العمل على تعطيل سُبل اتصاله بهم ومن ثم (نتف) مخالبهم مخلباً تلو الآخر ؟.
لما لا يتم التسريع بتشكيل المجلس الانتقالي الذي يفترض أن القائمة المطولة لأعضائه قد تم التعرف عليها خلال فترة الأربعة أشهر الماضية من عمر الثورة ولم يبقى إلا إعداد القائمة المصغرة والاتفاق بين مكونات الثورة الأساسية على إعلان الأسماء المتوافق عليها ؟.
إن كان الزحف إلى القصر الرئاسي هو أحد خطوات التصعيد الثوري المزمع تنفيذها فهل هناك وقت أفضل من هذا الذي نحن بصدده؟ وإن كان الجواب بالنفي فماذا ننتظر إذن ؟!
جُل ما أخشاه هو أن نبكي كثيراً على فرصة مازالت بأيدينا ولكنا بصدد تضييعها بسبب سلميتنا وإن شئتم سلبيتنا.
وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني