الاثنين، 26 أغسطس 2013

مش جامعي بس (جا معك)

هو خريج العام 88، حاصل على مرتبة الشرف وله من الخبرة ما يزيد عن 20 عاماً, كانت أهم الشروط المعلنة لشغل الوظيفة الحساسة التي تقدم لها في وحدة تنفيذية لأحد المشاريع الممولة بقروض دولية أن يكون المتقدم خريج جامعي على الأقل وألا تقل خبرته عن عشر سنوات في ذات المجال.
بعد أن (صبَنتهُ) اللجنة المُكلّفة باختيار أفضل المتقدمين ـ تذكر أن رقم هاتفه قد تغيَّر فعاد متفائلاً إلى مكتب السكرتارية المقابل لغرفة مدير المشروع ليقوم بتدوين الرقم الجديد للهاتف الذي سيحمل له خبر اختياره إن شاء الله، وبينما كان يتوارى مُقرفِصاً خلف طاولة صغيرة محاولاً العثور على ملفه بين كومة مُهملة من ملفات المتقدمين التي تكدَّست في علبة كرتون وضعت على الأرض – رأى شخصاً يدخل مكتب مدير المشروع مُمسكاً بيده شاب مليح الوجه أنيق المظهر فوقف له المدير قائلاً: مرحباً بمدير مكتب وزيرنا الهُمام، نوَّرت المكتب .. قاطعه مدير مكتب الوزير مشيراً إلى الشاب الذي بمعيته: هذا هو الذي قُلتُ لك عليه. رد مدير المشروع موجهاً كلامه للحبّوب: أهلاً وسهلاً .. ما شاء الله عادك صغير .. معقول أنت جامعي؟!. رد مدير مكتب الوزير نيابة عن المليح: لا مش جامعي بس (جا معي) أنا ومُرسل من طرف الوزير شخصياً. قهقه مدير المشروع ضاحكاً وقال: خلاص مفهوم يا سيد الناس، قُل لسيادة الوزير Consider it done بس خلينا نخلص من جماعة المطوبرين اللي ماجوش معك.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني 15 مارس 2013