كان أحدهم يُلقب بالبعم وكان يكره أن يُنادى بهذا اللقب، فنصحه صديق له أن يدعوا أهل القرية لوجبة غداء فخمة على أمل أن يستحي الضيوف وينادونه بما يسعده من ألقاب الفخامة، ففعل وكلفته تلك (العزومة ) كل ما لديه من بُر وسمن بلدي، ولكنه تفاجئ أن كل من شبع يقوم من على المائدة وهو يقول أكرمك الله يا بعم، فقال في نفسه : كمّلت بُرك وسمنك وأنت يا البعم بعم.
تذكرت هذا وأنا أقراء خبراً تم نشره في موقع مارب برس الذي تم حجبه من قبل نظام صالح تضمن: " أن الشيخ عبد الغني عبد الله محمد العوش، وهو أحد أبرز مشايخ سنحان وبلاد الروس، أكد بأن الرئيس علي عبد الله صالح يعاني من عقدة نقص متجذرة في نفسيته، مستدلا على ذلك بقيام صالح طوال 33 عاما من سنوات حكمه بإخفاء لقبه الحقيقي عن الشعب اليمني، ونسب نفسه إلى بيت الأحمر التي لا يمت إليها بصلة. وأوضح الشيخ العوش، بأن الاسم الحقيقي للرئيس صالح هو علي عبد الله صالح عفاش الدِم (بكسر الدال وتشديدها) مشيرا إلى أن هذا اللقب أخفاه صالح لأنه يرجع إلى أصول منحطة وفقا للترتيبة القبلية المعروفة بين القبائل في اليمن ونسب نفسه إلى بيت الأحمر لأنه يشعر بالنقص ويريد أن يجعل لنفسه قيمة وهالة بين القبائل التي كانت ولا زالت تستحقر أصله"
أنا طبعاً أبغض مثلكم العنصرية والطائفية والمناطقية ولستُ مع التنابز بالألقاب عملاً بقوله تعالى " وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ " لذا لن نناقش هنا الاسم واللقب أو القبيلة ، لكن أحد لا يستطيع أن ينكر تأثير الجانب الوراثي والبيئي على شخصية الفرد وسلوكه واخلاقه وطريقة تفكيره، وأنا لا أشك أن هذان العاملان كان لهما بالغ الأثر في التركيبة النفسية لشخصية صالح المريضة، بكل تناقضاتها وسماتها المقيتة كالكذب والتضليل والمراوغة والتسويف وازدواجية المعايير وحب الذات وتمجيدها والتعصب واللامبالاة وغيرها من الصفات التي تتنافى مع قواعد السلوك المجتمعي السوية، و تُفقد صاحبها الحصانة القيمية، وهذا ما تؤكده الكثير من النظريات العلمية الحديثة التي لامجال لمناقشتها في هذا الحيز الضيق ولكن سنكتفي بما هو أكثر دلالة منها وهو قول من لا ينطق عن الهوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ناصحاً لنا :تخيروا لنطفكم (فإن العرق دساس)،كما أني أصُدّق المقولات العربية التي لم تأتي من فراغ ومنها قولهم (الناس أجناس) ، و قولنا في يمن الحكمة " إذا تغابت الأصول دلتك الأفعال "، وإن شئتم من الشعر دلالة أخرى فهاكم:
خذ البذر من طلح وابذره في السماء .. وسقّيه ماء الورد أو عسل النحل
فو الله لن يأتيك إلا بشوكة .. لأن فروع الشيء ترجع للأصلِ
لكن ألا يجب أن نقول كلمة الحق ولو على أنفسنا ؟.. ألسنا نشتكي اليوم ممن نصّبناه بالأمس شيخاً علينا ولم يُجبرنا على ذلك إلا قلة العقل؟ ثم جئنا اليوم لنقول : "شيخوا مظريط .. صدّق أنه شيخ" بلا وربي .. لقد شيخناك يا مظريط ولك أن تصدّق أنك شيخنا، ولقد بذرناك ونحن نعلم أنك بذرة من طلح وسقيناك من عرّقنا ودمنا وليس لنا اليوم إلا أن نجني نِتاج ما بذرنا، فإما أن نظل ندعوا عليك جمعة تلو أخرى حتى يصيبك قدر الله (إن استجاب) لمن ظلموا أنفسهم، وإما أن نقتلعك من جذورك إنفاذاً لقدر الله ونصبر على وخز شوكك مجسداً بمن ستقتل مِنّا جَزَاءً بِمَا كَسَبَت أيدينا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ.
وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني