السبت، 14 مايو 2011

صالح .. ما عُدتُ أعرفُ يدك من رجلك


تعودت أن أسمع من فخامته خِطابات كاريكاتورية مُكررة المضمون عجيبة السياق والتراكيب لا أحفظها بالطبع ولا يستطيع أحدٌ أن يفعل، فهي رغم قصرها مؤخراً (لدواعي أمنية) إلا أنها أكثر إعجازاً للحفظ من قصيدة الأصمعي المعروفة، ولكن على طريقة (لن قد حصل).

لا أدري إن كنتم تتفقون مع مايقول أو تختلفون معه .. أما أنا فأكذب عليكم لو قُلت أني فهمت شيئاً مما قاله هذا الرجُل طوال سنوات حُكمه اليابسات، أعترف أن قدراتي العقلية محدودة ولكن ليس لدرجة العدم .. فأنا (أحياناً) أفهم الصُم والبكم وأفهم المتحدثين بالصينية من خلال ما يسمونه بلغة الجسد، بل وأفهم حتى كلبي الثائر الذي حدثتكم عنه في مقال سابق، لكني أعجز عن فهم (الفندم) ليس لسبب إلا لأنه إذا أعانه الله وقال جملة مفيدة في خُطبة ما من (خُبطِه) العصماء عجنها في الجملة التالية، ويبدو أنه كما قال سعيد صالح في مدرسة المشاغبين (ما بيجمعش).. ولكن دعونا من الماضي ولنتحدث عن المستجدات في خُطبة الأمس أمام أصحاب السبعين .. فبعد أن عُدت ومن معي كعادتنا راجلين وراجلات من (الستين) بسبب الزحام الشديد والاجراءات الأمنية التي تمنع وصول السيارات إلى مكان التجمع، كنتُ مُنهكاً بسبب طول المسافة ومبحوحٌ الصوت بسبب محاولاتي اليائسة في تحدي الشباب ذوي الحناجر اليافعة ومجاراتهم بالهتاف بشعارات الثورة على امتداد الطريق ذهاباً وإياباً وقبل وبعد صلاة جُمعتنا المباركة (جُمعة الحسم).. وعندما وصلتُ سألت من بقيَّ بالمنزل ولم يبقى إلا من كانت تُعِدُ لنا وجبة الغداء وهي تُشاهد التلفاز، فسألتها: كيف كانت جُمعتهم (جُمعة الوحدة)؟ وماذا قال فيها (الفندم)؟ .. فقالت لقد أعلن الحرب عليكم، فقلت كيف ؟، لكنها لم تتمكن من تكرار ما قاله، فقلت في نفسي : الحمد لله .. لست أنا الوحيد الذي لا يفهم الرجُل، وقررت أن أنتظر نشرة أخبار التلفاز الرسمي القادمة لأحاول قدر الإمكان فهم ما تعذر على الحَجّه شرحه .. وعندما حانت الساعة المُنتظرة سمعتُ (الفندم) يقول ما معناه بالعربية : أنه سيواجه التحدي بتحدي وسيقوم مع من استأجرهم من القتلة والمُطبّلين ومن تبقى من عساكره بحماية مؤسسات الشعب وممتلكاته مِنّا، فلم أفهم أيضاً (كالعادة)، فقلت بصمت وعلى طريقة عادل أمام : (متعوده .. ديماً) .. ولكن.. من نحن؟.. ألسنا الشعب؟! .. فكيف لبابا علي أو لعلي بابا والكم ألف حرامي الذين استولوا على كنوزنا وثرواتنا (وقرّطوا) منها ما استطاعوا وكنزوا ما تبقى في مغاراتهم التي لا يفتحها (سمسم) – كيف لمن سلبوا حق الشعب أن يحموا حق الشعب من الشعب؟!!! .. 

لا أخفيكم أني حتى الساعة لم أجد الجواب.. فهل لي أن أستعين بصديق لحل هذا اللغز؟.. ساعدوني أرجوكم لأني ما عُدتُ أعرفُ يدَ هذا الكائن من رِجله ولا وجهه من قفاه.

وللأحرار فقط تحياتي.. طارق الشيباني