الجمعة، 8 يوليو 2011

ماذا لو عاد مُصِرّاً ؟! ..

هي فتاة رائعة خَلْقاً وخُلُقاً لها حِكمة لُقمان وصورة يوسف، من أهل بيت أشتُهر أهله بالحكمة والايمان ذات حسب ونسب ودين، تزوجت من فارس نبيل استحقها عن جدارة عرف قدرها فصانها وقدّم لها ما تستحق .. لكن الحاقدين كانوا بالمرصاد فدبروا مكيدة قتلوه فيها غدراً بعد ثلاثة أعوام وربع العام من عمر زواجهما السعيد مرت كحلم جميل، أُجبِرت بعدها على الزواج بمن خطط ودبّر قتل زوجها الأول لكن هذا الزواج لم يستمر سوى بضعة شهور انتهت بمقتله هو الآخر لينبري بعدها من اغتال حبيبها بيديه ويفرض نفسه على أهلها الذين لم يجدوا بُداً من قبوله زوجاً لابنتهم رُغماً عنها فأسلمت أمرها لله وصبرت واحتسبت، لكنه لم يرعى فيها ولا في أهلها إلاً ولا ذمة، وأخذ مع مرور الأيام والسنوات يزيد من جُرَع اهانتها واذلالها، ينهب مالها ليصرفه على ملذاته مع المقربين من أصدقاء السوء ويحرمها وصغارها من التمتع بما تملك حتى تملّكها الجوع والوهن واشتد بها الفقر ولم يبقى لها سوى البيت الذي ورثته عن أبيها لتعيش فيه مع أولادها وبناتها ويشاركهم في سُكناه هذا الزوج المتسلط الأثيم الذي لا فرق عنده بين حلال وحرام، واستمرت طوال سنوات تعايشها معه تنصحه وتدعو له بالهداية وصلاح الحال عقب كل صلاة، إلا انه كان يزجُرها ويزيد في غيه وطغيانه وظُلمِه لها يوم بعد يوم وهي صامتة لا تجرؤ على الشكوى مخافة الفضيحة وخوفاً على صغارها الذين خشيّت عليهم الويل والثبور وعواقب الأمور التي كان يُهدد بها، خاصة بعد أن سَمِع أحد الجيران بحالها فحاول التوسط واقناع الزوج بالرحيل من الدار وتركها تعيش في دارها بسلام مع أولادها ، فما كان منه إلا أن طَرَد الجار الوسيط وسبهُ ثم عاد للبيت ليذيقها من صنوف التعذيب ألواناً شتى، وعرّج على أطفالها ليشوي جلودهم كيّاً بنار سيجارته أمام عينيها ويضرّجهم بدمائهم جلداً بحديد حزامه، ثم أجبرها على القسم بأن لا تذكُر اسمه على لسانها لأحد ولا حتى لنفسها ولو كان همساً أوسراً بقلبها.أبرّت بقسمها الذي اُكرِهت عليه لدرجة تدعو للضحك رغم مرارة البؤس الذي تعيشه، فكانت كلما أتمت التشهد الأخير من كل صلاة تهمس اللهم صلي على نبينا وعلى آله كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ... أتدرون لما ؟! .. لأن زوجها كان يُدعىَ مُحمد وهي أقسمت بأن لا تذكُر أسمه حتى بقلبها.لم تكن تلك سذاجة منها كما قد يعتقد البعض بل كان لحِكمة، لم تكُ تدعو عليه لكنها في تلك الجمعة فعلت بقلبها كردة فعل على تعذيبها وأبنائها دون أن تذكُر اسمه وفاءً بقسمها ولكونها تُدرِك أن الله لا يحتاج منها أن تذكر اسم من ظلمها ليخسف به، ولم تفرغ من صلاتها حتى أتاها النبأ بأن زوجها قد أصيب بحادث نُقِلَ على إثره إلى المستشفى، لم تفرح حينها بل أحست بالذنب، أرادت أن تراه وتطمئن عليه لكنها لم تتمكن من ذلك .. عدة أسابيع مرت وهي تترقب الأخبار خوفاً ورجاءً، وكانت الأنباء تأتيها متضاربة بين موته وطفافة إصابته فضلّت تدعو الله له بالغفران إن كان قد مات و بالشفاء إن كان حياً لكنها ترجو من الله أن لا يعود إليها، ليلة الأمس سمِعت طرقاً على الباب أفزعها فذهبت لترى من الطارق، وقبل أن تسأل وجدت مظروفاً تحت عقب الباب، فتحته فوجدت بداخله صورة لشخص لم تتبين ملامحه لأنه كان مُحترق الوجه والجسم نحيل البنية ويبدو من الصورة أنه قد فقد بعض أعضائه، قلبت الصورة فوجدت رسالة عرفت من خلالها أن الصورة لزوجها الذي كانت تدعوه محمد لكن الرسالة كانت موقعة باسم آخر هو اسمه الحقيقي الذي كان يخفيه عنها وعن الناس مخافة أن يُعيّر به، فشهقت من هول الصدمة ودمعت عيناها ألماً على حالته .. ثم استأنفت قراءة الرسالة لتجد بين سطورها تهديداً جديداً لها ولأولادها فانتابها الخوف لبرهة لكنها أزالته بإطلاق زغرودة ثم قالت الحمد لله على سلامتك لكني قد أقسمت هذه المرة بأن لا أمكّنك من نفسي بعد اليوم ،،

ملاحظة : سردتُ القصة أعلاه بناءً على طلب من بطلتها التي أرادت أن تسألكم من خلالي .. ماذا ستفعلون مساعدة لها للخلاص من ذلك المتشبث بها بدعوى أنه لا يزال الزوج الشرعي لها ولم ولن يقبل الحُكم بالخُلع ؟.
وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

الخميس، 23 يونيو 2011

حوار مع بجّاش عن نظام عفاش

بجّاش مواطن كادح وبسيط، له قلب من ذهب وعزة نفس لو وزِّعت على أهل الأرض لكفتهم، اصطحبته معي إلى ساحة التغيير وفي الطريق دار بيننا الحوار التالي:

أنا: كيف تشوف الأمور يا صاحبي؟.بجّاش: بالنهار أشوف غشش وبالليل ما أشوفش حاجة لأن الكهرباء طافي طول الليل وأنا طفران ما معيش حتى حق الشمع.أنا: أقصد أيش رأيك باللي يجري.بجّاش: اللي يجري يسبق اللي يمشي، والجري رياضة مليح للزِغار، أما أنا قَدَنا شيبة و الشمس تشوي صلعتي لما أمشي كيف لو جريت. أنا: يا بجّاش .. قصدي كيف تشوف الأحوال؟.بجّاش: قبل أمس طِلّع مهيوب أبن خالي من القرية وقال عادهم بدأوا يذرأوا الحَبْ، بس ما فيش مطر والأحوال كُلّهن يابسات. أنا: خِيرة الله عليك .. أتعبتني .. أنا ما أقصدش جِرَب الأرض اللي بالقرية .. قصدي أيش رأيك بالثورة ؟.بجّاش: هاااااااااااااااااا .. قُل أكه من الصُبح .. تشتي الصدق؟.. الثورة مش مليح .. والله إنها أخس حاجة.أنا: ليش يا صاحبي؟.. أنت مش ثوري ؟!.بجّاش: ممسكاً ذقنه بالسبابة والابهام .. الله المستعان .. أول مرة تغلط عليَّ .. أنا ثورك ؟!.. الله يُسامحك.أنا: (مقبِّلاً صلعته) أنت داري كم أحبك ومش ممكن أغلط عليك، بس أقصد إنك واحد من المُجَعجَعين اللي جاءت الثورة من أجلهم.بجّاش: صح أنا مُجَعجَع بس مو دخّل الثورة بجَعجَعتي ؟. أنا: طيب با أشرح لك، بس قُل لي أولاً أيش رأيك بالرئيس ؟.بجّاش: قصدك رئيسنا ؟ .. شوف .. أمانة إن الرئيس حقّنا أحسن واحد بالعالم.أنا: كم معك جُهال يا بجّاش؟.بجّاش: إصبر شا أعدهم .. مُقبل، هزاع، سعيد، عبده الباقي، سلّام، ردمان، مُزنه، حفصه، جليله، مِسك، زيون، هاجر .. يعني درزن الحمدُ لله.أنا: ما شاء الله .. طبعاً كلهم مُتعلمين صح ؟.بجّاش: مو قدّرنا ؟! .. بالله والنبي قدرتُ أقرّي أثنين منهم، والحمد لله كمّلوا دراستهم.أنا: ما شاء الله .. كمّلوا الجامعة ؟!.بجّاش: مو من جامعة ؟ .. كمّلوا صف ثالث بعد شِدّة وعلاج.أنا: يا أخي حرام عليك .. ليش ما خليتهم يواصلوا الدراسة ..؟ أوبه تُقل لي هُم ما يشتوش؟.بجّاش: لا أبداً .. أولادي كانوا يحبوا الدراسة أكثر من حُبهم للبُقري حقّنا .. لكن المدرسة اللي درسوا فيها كانت ثلاثة فصول بس، وبعيد عن قريتنا.. كانوا يسافروا لها بأرجلهم فجر وما يرجعوش إلا بعد المغرب. أنا: طيب ليش ما يركبوش مع أطرف سيارة جازع بالطريق؟.بجّاش: يا أخي ما عندناش طريق للحمير ننقل الماء فوقهن .. قلّك طريق سيارات!.أنا: نحن بالقرن الواحد والعشرين و بعد 49 سنة من قيام ثورة سبتمبر وعادكم تحلموا تنقلوا الماء بالحمير و مامعاكمش ولا مشروع مياه في المنطقة ؟!.بجّاش: أيش من قرن و أيش من ذيل .. يارجّال صلي عالنبي .. أنا هربتُ من القرية إلى عاصمة الجمهورية ولي خمس سنين أدوّر شُغل فيها ما أعرفش غير الكُدم وماء الوايت الذي يشربوا منه معظم سكان صنعاء، وأنت تشتي ماء المشروع يوصل لقريتنا ؟!.أنا: على الأقل في صنعاء ينقلوا الماء بالوايت لكن أنتم كيف تنقلوا الماء وما فيش حتى طريق للحمير؟بجّاش: والمكالف مو يعملين ؟! .. حرام إنهن يشقين أحسن من الحمير .. يحملين دبب الماء والحطب وعجور البهايم فوق رؤوسهن من سُفال الوادي إلى راس الجبل ما يقولينش آح.أنا: طيب والحمير حقكم أيش يعملوا؟ .. جالسين وزراء ؟!.بجّاش: شوف يا شيباني .. عيب عليك تغلط على الحمير.. أنا: خلاص أنا أعتذر لك ولكل الحمير، بس كيف تفعلوا لو مرض واحد من أهل القرية وتشتوا تسعفوه للمستشفى؟.بجّاش: يا أخي ما فيش عندنا مستشفى ولا مستوصف ولو مرض واحد، نبزّه عند الفقية يقرأ عليه قرآن ويطُزّه بالجمرة لوما يسرجين عيونه مثل لمبة الكهرباء اللي ما يعرفهاش أهل قريتنا .. وبعدا هو وحظه.أنا: وليش ما تسعفوه للمدينة؟.بجّاش: شنوصل وقد مات بالطريق، وبعدا بيني وبينك الفقيه حقّنا عادُه أخرج من دكاترة مستشفيات الحكومة اللي ما تلقى بها حبة دواء ولو دخلتها بأرجلك تخرج يوم ثاني جنازة.أنا: أسألك بالله يا بجّاش بعد هذا كُلّه تقول لي إنك تحب الرئيس وما تشتيش الثورة ؟!.بجّاش: قُلت لك حرام طلاق إن الرئيس حقّنا أحسن رئيس بالعالم، أما الثورة قسماً بالله ما تسوى قرش .. يا رجّال لو كان فيها شي مليح غير صور الرئيس، ما يبعوها بالجولات بثلاثين ريال، وأنا عُمري ما اشتريتها لأني ما أعرفش أقرأ .. بس لو لقيت واحدة أشُلّها من شان أفرشها للأكل أو لو دخلتُ أقضي حاجتي بحمّام المسجد والماء مقطوع قَدِه تنفعنا. أنا: قاتلك الله يا بجّاش مثل ما قتلتني .. أنا بالسوم وأنت بالشاجِبة .. أسألك من الصُبح على رأيك بثورة الشباب وأشتي أقنِعك بأهميتها وضرورتها وأنت تتحاكي على صحيفة الثورة .. أمرك إلى الله.

وللأحرار فقط تحياتي.. طارق الشيباني.

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

فرصة غياب الدِّم لن تعوّض


لست بمشفق على صالح ولست ممن يظهرون الأسف على ما حدث له ويتمنون شفاؤه العاجل ليقال عنهم سلميون، متسامحون، لا يحملون حقداً أو ضغينة على من قتلهم ويقتلهم كل يوم ألف مرة، وفي قرارة النفس يتمنون لو أن العبوة الناسفة التي زُرعت داخل مُصلاه (إن كان يُصلي) قد مزقت جسده إرباً.
إن كان هناك من يشك في أن العبوة المذكورة قد زُرعت من قبل أقرب مقربيه فأنا لا أستبعد أن المسألة برمتها تمت بتدبير منه شخصياً لكنه أرادها أن تكون خفيفة التأثير عليه بالغة الأثر على من أتهمهم بمحاولة اغتياله فأبى الله إلا أن يرد كيده في نحره ربما بخطأ بسيط في حساب المقدار المناسب من المادة المتفجرة التي تؤدي الغرض المطلوب فزاد الماء على الطحين وحدث ما حدث، وما يمكن اعتباره قرينة على هذا الاستنتاج هو أن (أبليس) كان يلبس سترة واقية تحت (زنّة) الصلاة وهو في عقر داره وبين أحبائه وعبيده المخلصين الذين لا يعصون صالح ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون.
لست أيضاً مع من اعتبر رحيله إلى السعودية قد حقق المطلب الرئيس للثورة، ولا أرى فرقاً بين بقائه ورحيله طالما أن المنفذين لرغباته باقون في قلب الملعب ولهم ذات الفاعلية، فالرجل لم يكن يشارك فيما حدث ويحدث مشاركة ميدانية بل كان ولا زال يدير الأحداث عبر الهاتف ولا فرق بين هاتف يأتي من السبعين أو من المملكة.
لا أنكر أن رحيله قد أحدث فرقاً ولو معنوياً في نفوس مواليه ومعارضيه، لكن ما فائدة هذا الفرق إذا لم يتم استغلاله من قبل الخصم وتحويله إلى نصر مادي ملموس ؟.
لما لا تُستغل فرصة غياب (الدِّم الأكبر) بالسيطرة السريعة على صغاره من خلال العمل على تعطيل سُبل اتصاله بهم ومن ثم (نتف) مخالبهم مخلباً تلو الآخر ؟.
لما لا يتم التسريع بتشكيل المجلس الانتقالي الذي يفترض أن القائمة المطولة لأعضائه قد تم التعرف عليها خلال فترة الأربعة أشهر الماضية من عمر الثورة ولم يبقى إلا إعداد القائمة المصغرة والاتفاق بين مكونات الثورة الأساسية على إعلان الأسماء المتوافق عليها ؟.
إن كان الزحف إلى القصر الرئاسي هو أحد خطوات التصعيد الثوري المزمع تنفيذها فهل هناك وقت أفضل من هذا الذي نحن بصدده؟ وإن كان الجواب بالنفي فماذا ننتظر إذن ؟!


جُل ما أخشاه هو أن نبكي كثيراً على فرصة مازالت بأيدينا ولكنا بصدد تضييعها بسبب سلميتنا وإن شئتم سلبيتنا.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

السبت، 4 يونيو 2011

ما هكذا تُركب الإبل


بعيداً عن ما حدث ويحدث بين أولاد الشيخ الأحمر وبين علي صالح عفاش الدِّم الذي أتضح أنه دِم حقيقي بسبعة أرواح وليس بحكم لقبه الحقيقي فحسب ـ يبدو أيضاً أن للرجل علاقة بحيوان آخر، فبعد إحراق أجساد المعتصمين واحتلال ونهب بيوت الصامتين وهتك عرض نساء المُسالمين يُفترض أننا وصلنا للمرحلة التي لابد لنا فيها من مصارحة أنفسنا بواقع الحال، وإدراك أن ممارسة العتب السياسي المتمثل في الاعتصامات وصلاة الجمعة في الميادين والساحات ليس إلا (كركرة) لجمل فاقد للإحساس، وأن مواجهة الرصاص بصدور عارية تحت ذريعة سلمية الثورة ليس إلا انتحاراً بكل معنى الكلمة، خاصة إذا أدركنا أن إبادتنا عن بكرة أبينا لن تُهز شعرة من ذيل ذلك الجمل ولو اهتزت السموات والأرض، وقد أدرك جملّنا (رئيس جمهورية النهدين) أن تخلّيه عن كرسي السلطة بعد ارتكابه ما ظهر من جرائمه وما بطن لا يعني شيئاً سوى مواجهته لحتفه، وقد عبّر عن هذا الادراك وصرح به أكثر من مرة و نتذكر قوله في الأيام الأولى من الثورة : "لن أسلّم رقبتي إلى حبل المشنقة"، وبعدها برر رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية بقوله: "لن أوقع على قطع رأسي".. إذاً فمسألة الكرسي بالنسبة له هي مسألة حياة أو موت، وإن اعتقدنا بأنه سيترك ذلك الكرسي راضياً مختاراً أو مُكرهاً تحت وطأة رمينا له بالورود كرد فعل لرميه لنا بالرصاص وقذائف الـ أر بي جي ـ يعني أننا قد بلغنا من السذاجة حداً صدّقنا معه أنه سيقبل أن يعلّق رقبته بحبل المشنقة من أجل خاطر عيون سلميتنا.

قد يقول قائل أن هذه دعوة لممارسة العنف والخروج عن نهج سلمية الثورة، وبدوري أقول كلّا .. لكنها دعوة للرجوع إلى معنى الثورة، فأن تثور يعني أن تغضب لا أن تعتب، وهي أيضاً دعوة لإعادة النظر في مفهوم السلمية وأساليبها التي يجب أن تستخدم في مواجهة الطغاة، آخذين في الاعتبار حقيقة أن ما قد يُجدى من وسائل في ظل الأنظمة الديمقراطية الحقة قد لا يُجدي بالضرورة في ظل الأنظمة الديكتاتورية المتسلّطة، ولكي نمتطي (جمل النهدين) لا بد لنا من أن نُبرِكه على الأرض أولاً ثم نركب عليه، لا أن نأتيه من خلفه وهو قائم كما فعل ذلك الغشيم الظاهر بالصورة ولن ينال من الجمل إلا الضرط أو رفسة قد تودي بحياته حتى إن بدى الجمل مُستمتعاً ..

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

الأحد، 29 مايو 2011

بيت الدِّم بقرية الدجاج


في عملية نوعية تمكّن العقيد هاشم عبد الله الأحمر وبعض رفاقه من احتلال منزل صالح عفاش الدِّم الكائن بقرية الدجاج ، وبعد أن تأكدوا أن النبأ قد وصل لصالح، قاموا بالانسحاب خِلسة من المنزل، وقبل أن يُدرك صالح انسحابهم التكتيكي، أمر بقصف منزله بالصواريخ والمدفعية التي كان قد أمر بنقلها في العاشر من مايو الجاري من مخازن الحرس الجمهوري إلى معسكر الحرس بجبل نقم استعداداً للحرب الأهلية التي خطط وأعدَ لها سلفاً، وفي حين كان صالح يُدمّر منزله على طريقة شمشون الجبار ولسان حاله يردد المقولة التي طالما اتهم بها مُعارضيه : "عليَّ وعلى أعدائي يارب"، ظناً منه أنه قد دفن الأعداء أحياءً تحت أنقاض المعبد - كان الرفاق يستمتعون بمشهد هدم المعبد ولسان حالهم يقول:

يا دِّم دمّرتْ دارك .. أما الوطنْ مُستحيل
ماعاد لك دار يأويك .. إلا غُبار الرحيل 

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.



الاثنين، 23 مايو 2011

هدية الدِّم عِردان


في اليوم الذي كان فيه الملايين من أبناء الشعب اليمني يحتفلون بذكرى عيد الوحدة الواحد والعشرون، ورغم اعتراض الكثير من هؤلاء على المبادرة الخليجية لأنها تتضمن بند إنقاذ لصالح من حبل المشنقة إلا أنهم توقعوا أن يوقع صالح على المبادرة ولو من باب الحياء من الاخوة الخليجيين والمجتمع الدولي الذي أعطاه فرصة أخيرة للتوقيع على المبادرة المذكورة بعد طول مطال ومراوغة وتحجج بأعذار واهية، وبعد أن أكد للجميع بأنه على استعداد هذه المرة للتوقيع بعد توقيع قادة المعارضة، إذ بصالح يفاجئ الشعب بل والعالم بأسره بهدية تعكس قدره وأصله قدمها بمناسبة عيد الوحدة الذي لم يحظره تمثلت بالغدر بضيوفٍ جاؤوا لينقذوه من غضبة الشعب الثائر عليه وعلى نظامه، ومحاصرتهم ببلاطجته، ليلعب لاحقاً دور المُنقذ المخلّص (رامبو) ويأتي بهم إلى قصره المشيَّد من عرق الشعب عبر السماء، ليقول لهم وللشعب وللمجتمع الإقليمي والدولي : أنا أكذًّبُ خلق الله قاطبة، وكنتم تدركون ذلك لكنكم استمرئتم أن تلعبوا معي لعبة أغمضتُ فيها عيونكم مدة ثلث قرن، والآن أعلنها صراحة .. إِنْ لَمْ تَأْتُونِي بقادة (التآمر المشترك) على طبق من ذهب لأفعل بهم كما فعلتُ بمن قبلهم "فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ" واذهبوا أنتم ومبادرتكم إلى الجحيم، وبدوري سأشعلها حرباً ضروساً لن تبقي ولن تذر.


قد تستغربون لو قلت لكم بأني ضحكت عندما سمعت هذا الخبر ولم أتفاجئ بهدية صالح مثل بعضكم،  والسبب هو أني تذكّرت حينها أن أسم صالح الحقيقي (كما جاء على لسان أحد كبار مشايخ سنحان) هو: علي عبد الله صالح عفاش الدِّم (بكسر الدال وتشديدها) وربطتُ بين لقب الدِّم والمثل الصنعاني الذي يقول : هدية الدِّم حواني (عِردان).


وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.

الجمعة، 20 مايو 2011

شيخوا مضريط .. صدّق أنه شيخ


كان أحدهم يُلقب بالبعم وكان يكره أن يُنادى بهذا اللقب، فنصحه صديق له أن يدعوا أهل القرية لوجبة غداء فخمة على أمل أن يستحي الضيوف وينادونه بما يسعده من ألقاب الفخامة، ففعل وكلفته تلك (العزومة ) كل ما لديه من بُر وسمن بلدي، ولكنه تفاجئ أن كل من شبع يقوم من على المائدة وهو يقول أكرمك الله يا بعم، فقال في نفسه : كمّلت بُرك وسمنك وأنت يا البعم بعم.
تذكرت هذا وأنا أقراء خبراً تم نشره في موقع مارب برس الذي تم حجبه من قبل نظام صالح تضمن: " أن الشيخ عبد الغني عبد الله محمد العوش، وهو أحد أبرز مشايخ سنحان وبلاد الروس، أكد بأن الرئيس علي عبد الله صالح يعاني من عقدة نقص متجذرة في نفسيته، مستدلا على ذلك بقيام صالح طوال 33 عاما من سنوات حكمه بإخفاء لقبه الحقيقي عن الشعب اليمني، ونسب نفسه إلى بيت الأحمر التي لا يمت إليها بصلة. وأوضح الشيخ العوش، بأن الاسم الحقيقي للرئيس صالح هو علي عبد الله صالح عفاش الدِم (بكسر الدال وتشديدها) مشيرا إلى أن هذا اللقب أخفاه صالح لأنه يرجع إلى أصول منحطة وفقا للترتيبة القبلية المعروفة بين القبائل في اليمن ونسب نفسه إلى بيت الأحمر لأنه يشعر بالنقص ويريد أن يجعل لنفسه قيمة وهالة بين القبائل التي كانت ولا زالت تستحقر أصله"

أنا طبعاً أبغض مثلكم العنصرية والطائفية والمناطقية ولستُ مع التنابز بالألقاب عملاً بقوله تعالى " وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ " لذا لن نناقش هنا الاسم واللقب أو القبيلة ، لكن أحد لا يستطيع أن ينكر تأثير الجانب الوراثي والبيئي على شخصية الفرد وسلوكه واخلاقه وطريقة تفكيره، وأنا لا أشك أن هذان العاملان كان لهما بالغ الأثر في التركيبة النفسية لشخصية صالح المريضة، بكل تناقضاتها وسماتها المقيتة كالكذب والتضليل والمراوغة والتسويف وازدواجية المعايير وحب الذات وتمجيدها والتعصب واللامبالاة وغيرها من الصفات التي تتنافى مع قواعد السلوك المجتمعي السوية، و تُفقد صاحبها الحصانة القيمية، وهذا ما تؤكده الكثير من النظريات العلمية الحديثة التي لامجال لمناقشتها في هذا الحيز الضيق ولكن سنكتفي بما هو أكثر دلالة منها وهو قول من لا ينطق عن الهوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ناصحاً لنا :تخيروا لنطفكم (فإن العرق دساس)،كما أني أصُدّق المقولات العربية التي لم تأتي من فراغ ومنها قولهم (الناس أجناس) ، و قولنا في يمن الحكمة " إذا تغابت الأصول دلتك الأفعال "، وإن شئتم من الشعر دلالة أخرى فهاكم:

خذ البذر من طلح وابذره في السماء .. وسقّيه ماء الورد أو عسل النحل
فو الله لن يأتيك إلا بشوكة .. لأن فروع الشيء ترجع للأصلِ

لكن ألا يجب أن نقول كلمة الحق ولو على أنفسنا ؟.. ألسنا نشتكي اليوم ممن نصّبناه بالأمس شيخاً علينا ولم يُجبرنا على ذلك إلا قلة العقل؟ ثم جئنا اليوم لنقول : "شيخوا مظريط .. صدّق أنه شيخ" بلا وربي .. لقد شيخناك يا مظريط ولك أن تصدّق أنك شيخنا، ولقد بذرناك ونحن نعلم أنك بذرة من طلح وسقيناك من عرّقنا ودمنا وليس لنا اليوم إلا أن نجني نِتاج ما بذرنا، فإما أن نظل ندعوا عليك جمعة تلو أخرى حتى يصيبك قدر الله (إن استجاب) لمن ظلموا أنفسهم، وإما أن نقتلعك من جذورك إنفاذاً لقدر الله ونصبر على وخز شوكك مجسداً بمن ستقتل مِنّا جَزَاءً بِمَا كَسَبَت أيدينا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ. 

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

الخميس، 19 مايو 2011

ثور لي وثور للمره

مر أحد المسافرين على بتول (أصنج) فقال له : السلام عليكم .. اعتقد البتول أن المسافر يسأله لمن الأثوار التي يحرث بها فرد البتول : ثور لي وثور للمره .. فقال المسافر: أنا أقول لك السلام عليكم، فقال البتول : والجربة نُصّين، فقال المسافر : حلق الله دقنك، رد البتول : من الطرف للطرف حقّي وحق المكلف.


ألا ترون معي أن القصة تتكرر اليوم مع البتول صالح والمسافر الزياني مع فارق بسيط وهو أن مسافر اليوم لم يقل للبتول "حلق الله دقنك" ذلك أنه يعلم بأن صاحبنا يحلقها صباح كل يوم ويحلق معها مواضع أخرى تبدأ بالعقل وتنتهي حيث شئتم (حسب نواياكم).

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

الاثنين، 16 مايو 2011

فرعون أصله من البلاد


ذكر العلامة المعلمي رحمه الله تعالى في حاشيته على الإكمال لابن ماكولا [3 /90 - 91 ] (( أنه اشتهر بين كثير من العامة أن فرعون كان من أهل الحجرية راعياً اسمه [ عون ] فشرد من هناك فقيل [ فرَّ عون ] فصار إلى مصر فآل أمره إلى ماعُرِف , قال [ يماني ] لمصري : حسبكم أن فرعون منكم فقال إنما هو منكم , جاء إلينا , فقال اليماني : كان لدينا راعياً ولم نرضه فطردناه فجاء إليكم فاتخذتموه ربكم الأعلى)) .

وبدوري أذكر أن أحد كِبار السرق من قوم (صالح) أرادَ أن يُرشي أحد الشباب الذين لم يتلطخوا بعد بالفساد، فوضع في جيبه ورقة من فئة الـ 100 دولار دون أن يشعر، وبعد أن أكتشفها صاحبي دخل على مكتبي وهو يُقدّم رِجل ويؤخر الأخرى وقد أحمر وجهه وأبتل جبينه بالعرق .. فسألته: ما دهاك ؟ فمد يده المرتعشة ليريني المائة دولار، وحكى لي ما حصل فقلت مازحاً: بسيطة يا راجل رجعها الجيب وطنّش، فقال: وماذا عن جنهم؟ فقلت: ليست المشكلة في جهنم بل بما ستلقاه فيها من ضرب واهانة من قِبل عتاولة الإجرام الذين سيكونون في استقبالك هناك .. فقال ولِمّا ؟! .. قُلت: تخيّل معي أنهم جاءوا إليك للتعارف، بحكم أنك ستكون واحد من الشلة وبدأ كل واحد منهم يستعرض بكل فخر منجزاته العظام في الإجرام فتقدم منك أولهم وقال لك أنا فرعون الذي جعلت من نفسي إله يعبُده قومه من دون الله ويسبحون بحمده ... ويليه علي صالح فيقول لك وأنا عمك علي الذي جعجع شعبك 33 سنة، ونهب ثروات بلادك وسفك دم أهلك من المعتصمين وغيرهم، لكنهم قالوا عني: قبلك عدم وبعدك ندم، وأنت الصادق الأمين، والشعب يريد علي عبدالله صالح، فجعلوا مني فرعون الفراعين، ولكن .. من أنتَ ياهذا ؟ وماذا فعلت من الكبائر حتى تكون بيننا وتستحق هذا الشرف العظيم ؟!، فتقول: أنا فلان وما أهّلني للانضمام إليكم غير هذه المائة دولار .. عندها كم من (الدّعس) واللطم والبصق على وجهك ستلقى من أولئك .. والله لتُضربن ضرب كلبٍ تبرّز في مسجد،.. فما كان منه إلا أن خرجَ مُسرعاً يسابقُ الريح محاولاً اللِّحاق بصاحبه وهو يصيح : يا فلااااااااان .. يا فلااااااااان .. يا تجيب حاجة سع الناس تستاهل جنّهم وإلا شلّيت حقّك.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

السبت، 14 مايو 2011

صالح .. ما عُدتُ أعرفُ يدك من رجلك


تعودت أن أسمع من فخامته خِطابات كاريكاتورية مُكررة المضمون عجيبة السياق والتراكيب لا أحفظها بالطبع ولا يستطيع أحدٌ أن يفعل، فهي رغم قصرها مؤخراً (لدواعي أمنية) إلا أنها أكثر إعجازاً للحفظ من قصيدة الأصمعي المعروفة، ولكن على طريقة (لن قد حصل).

لا أدري إن كنتم تتفقون مع مايقول أو تختلفون معه .. أما أنا فأكذب عليكم لو قُلت أني فهمت شيئاً مما قاله هذا الرجُل طوال سنوات حُكمه اليابسات، أعترف أن قدراتي العقلية محدودة ولكن ليس لدرجة العدم .. فأنا (أحياناً) أفهم الصُم والبكم وأفهم المتحدثين بالصينية من خلال ما يسمونه بلغة الجسد، بل وأفهم حتى كلبي الثائر الذي حدثتكم عنه في مقال سابق، لكني أعجز عن فهم (الفندم) ليس لسبب إلا لأنه إذا أعانه الله وقال جملة مفيدة في خُطبة ما من (خُبطِه) العصماء عجنها في الجملة التالية، ويبدو أنه كما قال سعيد صالح في مدرسة المشاغبين (ما بيجمعش).. ولكن دعونا من الماضي ولنتحدث عن المستجدات في خُطبة الأمس أمام أصحاب السبعين .. فبعد أن عُدت ومن معي كعادتنا راجلين وراجلات من (الستين) بسبب الزحام الشديد والاجراءات الأمنية التي تمنع وصول السيارات إلى مكان التجمع، كنتُ مُنهكاً بسبب طول المسافة ومبحوحٌ الصوت بسبب محاولاتي اليائسة في تحدي الشباب ذوي الحناجر اليافعة ومجاراتهم بالهتاف بشعارات الثورة على امتداد الطريق ذهاباً وإياباً وقبل وبعد صلاة جُمعتنا المباركة (جُمعة الحسم).. وعندما وصلتُ سألت من بقيَّ بالمنزل ولم يبقى إلا من كانت تُعِدُ لنا وجبة الغداء وهي تُشاهد التلفاز، فسألتها: كيف كانت جُمعتهم (جُمعة الوحدة)؟ وماذا قال فيها (الفندم)؟ .. فقالت لقد أعلن الحرب عليكم، فقلت كيف ؟، لكنها لم تتمكن من تكرار ما قاله، فقلت في نفسي : الحمد لله .. لست أنا الوحيد الذي لا يفهم الرجُل، وقررت أن أنتظر نشرة أخبار التلفاز الرسمي القادمة لأحاول قدر الإمكان فهم ما تعذر على الحَجّه شرحه .. وعندما حانت الساعة المُنتظرة سمعتُ (الفندم) يقول ما معناه بالعربية : أنه سيواجه التحدي بتحدي وسيقوم مع من استأجرهم من القتلة والمُطبّلين ومن تبقى من عساكره بحماية مؤسسات الشعب وممتلكاته مِنّا، فلم أفهم أيضاً (كالعادة)، فقلت بصمت وعلى طريقة عادل أمام : (متعوده .. ديماً) .. ولكن.. من نحن؟.. ألسنا الشعب؟! .. فكيف لبابا علي أو لعلي بابا والكم ألف حرامي الذين استولوا على كنوزنا وثرواتنا (وقرّطوا) منها ما استطاعوا وكنزوا ما تبقى في مغاراتهم التي لا يفتحها (سمسم) – كيف لمن سلبوا حق الشعب أن يحموا حق الشعب من الشعب؟!!! .. 

لا أخفيكم أني حتى الساعة لم أجد الجواب.. فهل لي أن أستعين بصديق لحل هذا اللغز؟.. ساعدوني أرجوكم لأني ما عُدتُ أعرفُ يدَ هذا الكائن من رِجله ولا وجهه من قفاه.

وللأحرار فقط تحياتي.. طارق الشيباني

الخميس، 12 مايو 2011

اتعِظوا أيُها العبيد


هكذا يُهين صالح عبيده وهم يخدمونه .. فكيف به عندما يستغني عن خدماتهم ويرميهم كمناديل (الكِلينكس) بعد أن تتشبع بمخاطه؟.. بالأمس شهِدنا كيف أهان عبدٌ آخر نفسه أمام الملايين من مشاهدي قناة الجزيرة على مستوى العالم وهو يكذب كذباً سمِجاً يُثير الرغبة بالتقيؤ، منتحلاً أسم شخص آخر، ظناً منه أنه بذلك يُقدم مزيداً من فروض الطاعة والولاء للطاغية (كما قالها دون شعور)، ولم يُدرِك وهو (كما يزعُم) مُحلل سياسي حصيف بأنه بفعلته تلك لا يُسئ لنفسه ولسيده وبطانته فحسب بل أيضاً لكل من له علاقة بهذا النظام المُفلِس بكل المقاييس .. والله ما تركوا لنا مجالاً حتى للإشفاق عليهم، فكلما اعترتنا الشفقة على الوضع الذي اختاروه لأنفسهم نعود ونسأل: أليسوا هُم من استعبدوا أنفسهم وباعوها للشيطان؟ .. أليسوا هُم من نَسُوا الشعب فَنسَيهُمْ ؟ .. أليسوا هُم من أضاعوا دِفاهم فاستحقوا أن يقرصهم البرد ؟.. بلا ورب الكعبة .. {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}  .. صدق الله العظيم.

شاهدوا الإهانة على الرابط أدناه، وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

الاثنين، 9 مايو 2011

الزحف أو اللازحف


هالني ما سمعت من حديث عن المؤامرات التي تُحاك لإجهاض الثورة من الداخل والخارج والتشكيك بالدعوات (المشبوهة) من المندسين (كما سماهم البعض) المنادين بالزحف دون تخطيط، ولكي نُفشل مُخطط النظام لخلق الانشقاقات داخل صفوف الثوار عبر طابوره الخامس أقول:-

يا من نصّبتم أنفسكم أوصيا على الشعب .. أتركوا القرار لأصحاب القرار، لا نريد عشوائية ولا تخوين، وبدل هذا وذاك اعملوا على إجراء تصويت على قرار الزحف من عدمه خلال خطبة الجمعة القادمة ولتكن (جمعة تقرير المصير)، ويكون التصويت برفع الايدي لعامة الحاضرين للصلاة وليس بين المعتصمين من الشباب في الساحات وحسب، فإذا ما حظي القرار بالأغلبية يتم الزحف يوم (جمعة الزحف) التالية لجمعة تقرير المصير، بحيث تُتاح الفرصة لأكبر عدد من الناس للتجمع من كافة المحافظات إلى العاصمة صنعاء وتُجرى الترتيبات اللازمة للزحف بما في ذلك التهيئة النفسية والترتيبات الأمنية والدفاعية والطبية والاعلامية.. الخ، وفي نفس الوقت تكون الفترة ما بين الجمعتين بمثابة الفرصة الأخيرة للنظام لمٌراجعة قرار التنحي الفوري دون شروط، وفي هذه الحالة يكون الشعب هو مُتخذ القرار ومُقرر المصير لا الأحزاب السياسية، وسيتحمل الجميع مسؤولية قرارهم و تبعاته إيجابية كانت أم سلبية، وعندها لن يكون الزحف بالمئات أو الآلاف بل بالملايين فعلاً ولن يكون أمام النظام إلا الاستسلام أو الدوس بالأقدام .

كان هذا مُجرد رأي فان أصبت فمن الله وان اخطئت فمن نفسى والشيطان.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

الأحد، 8 مايو 2011

عَمْيا تُخضّب مجنُونة


يُحكى أن أحدهم أضطُر يوماً لاستضافة أحد أقربائه، وكان هذا القريب كذَّاباً من العيار الثقيل، وعند ذهاب المُضيف للمقيل لم يجد بُداً من اصطحاب قريبه إلى ديوان القرية.. وعندما (بحشم) القريب الكذاب لم يستطع مقاومة رغبته في الكذب على الناس فقال للحاضرين: هل تصدقون بأني سمعت بالأمس كلاباً تنبُح في السماء؟!.. التفت اليه الجميع مُستغربين ما سمعوا وسألوه كيف ذلك؟! فأسرع المُضيف يُرقّع كذب صاحبه قائلاً: كانت هناك بقرة ميته نهشت الكلاب الجائعة جثتها حتى وصلّت لجوفها وبينما هم في الداخل جاءت مجموعة من النسور ورفعت جثة البقرة إلى السماء فأخذت الكلاب تنبُح من داخلها.. بلعَ الناس الكذبة مع أن قصة البقرة لم تكن مقنعة بدرجة كافيه، ولم يمضي إلا القليل من الوقت حتى باشر الضيف قائلاً: وقبل يومين كنتُ أتمشّى في الطريق فرأيت غزالاً وقررت اصطياده فأطلقت عليه رصاصة واحدة من مسدسي فأصابته الطلقة بالقرن والظلف (الحافر) معاً، فاستنكر الناس القصة وقالوا مستحيل ؟! فانبرى المُضيف قائلاً : جاءت الطلقة مع (تحِكَّاكه)، أي أن الطلقة أصابت الغزال في اللحظة التي كان فيها يحك قرنه بحافره فأصابته بالقرن والحافر معاً.. هزَ الناس رؤوسهم وهم غير مُصدّقين، ولكن الرجل لم يكتفي واستطرد يقص عليهم من الأراجيف ما يُشيّب رأس الرضيع وكان من بين ذلك أن قال: لقد بنيت مجلساً لي في قريتنا يبلغ طوله (1000) متر دون أعمده .. فسأله الحضور وكم يبلغ عرض هذا المجلس؟ .. فألتفت إليه المُضيف ووكزه على جنبه وهمس في أذنه قائلاً: قصِّر العرض يا صاحبي ولا تحرجني أكثر مما فعلت.. فاستجاب له صاحبنا وقال: العرض تقريباً (500) متر.. لم يجد المُضيف طريقة لإقناع الناس بهذه الكذبة، إذ لا يوجد خشب بطول 500 متر يُمكنه أن يحمل سقف هذا المجلس خاصة أن (الخبير) قد شيّد مجلسه الخُرافي من دون أعمده في وسطه.. عندها صاح المُضيف في وجه ضيفِه غاضباً: إذن فلتسقِفه بأرجل أمِك..

وهنا نسأل: أما آن الأوان لأجهزة اعلامنا الرسمية بعد كل هذا الكذب والتضليل على الشعب أن تقول للفندم (قصّر العُرض) أو فلتسقف مجلسك بما شئت وكيف شئت؟!، أما آن للشرفاء من العاملين في هذه الأجهزة أن يقولوا هرمنا وسئمنا من ترقيع كذِّبك واقناع الناس بما لا يٌقنعُ الحمير؟! .. فمرة تدّعون أن الثوار (المحتلّين) قد أتوا بجثث جاهزة (ليتشعبطوا) بها على النظام ورموزه، ولم يتورعوا عن سحلِ شيخ مُسنٍ بلا هوادة ولا رحمة، ثم تأتون بخشبة مُّسَنَّدَةٌ وتصلون على جنازتها، ثم تنفخون في مرحومكم الروح لنستعرض نحن بكل وقاحة قدراتكم الخارقة على إحياء الموتى، ومرة تقطعون لسان شاعر مسكين لتحرّضوا البسطاء من الناس على قتل الشباب باعتبارهم بُغاة مجرمون وقُطّاع طُرق وقتلة بدأوا ثورتهم بقطع الألسن وسيتبعون ذلك بقطع الأيدي والأرجل من خِلاف ليلحق ذلك قطف الرؤوس، .. تقومون باختطاف الحرائر وتدّعون أنكم وجدتُموهن في أحضان عُشّاقِهن .. أما تستحون من أنقسكم يا رُعاة هذا البوق النتن المُسمى بالإعلام الرسمي قبل أن تستحوا من الناس ومن رب الناس؟! أم تُراكم استمرأتم لعب دور العمياء التي تُخضّب المجنُونة لتزيّنها في أعين الناس فلم تُزِدها إلا قبحاً على قبحها .. والله ما أراكم إلا (كقاشِع زنّة) يحاول أن يُقنع المُشككين من علماء الفلك بصحة نظرية (الثُقب الأسود).

وللأحرار فقط تحياتي.. طارق الشيباني

الأربعاء، 4 مايو 2011

حل وسط

تظاهر عشرات من يهود اليمن أمس الثلاثاء 3/5/2011 في صنعاء دعماً لصالح، ورفع المتظاهرون لافتات كُتب على أحدها "يهود اليمن يعلنون دعمهم للرئيس والشرعية الدستورية "، كما رددوا هتاف " الشعب يريد على عبد الله صالح " وتوقفت المسيرة أمام سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، حيث قاموا بتسليم رسالة تؤيد بقاء صالح حتى انتهاء مدة ولايته في العام 2013.


من جانب آخر كان رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر الشعبي العام عبدالله أحمد غانم، قد أكد أن صالح لن يقدم إستقالته إلا بعد أن تقوم أحزاب اللقاء المشترك بإنهاء الاعتصامات، وأعمال التمرد العسكري في وحدات القوات المسلحة، ووقف نشاط الحراك المسلح وغيرها من أسباب التوتر السياسي والامني، ويما أن أسباب (التوتر) كما يسميها غانم و(الثورة) كما نسميها نحن كثيرة فقد اختصرها غانم بكلمة (وغيرها) ولكن غيرها هذه تشمل الفساد المالي والاداري وتسلط العائلة المالكة على مقدرات الشعب والبطالة والفقر وتدهور مستوى التعليم والصحة ووووووووو.. ولم يشأ غانم أن يغرق في التفاصيل ويطلب من المعارضة (على الطريق) تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر التي لم تتحقق بما في ذلك التحرر من الاستبداد وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات و بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها ورفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً و إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل..الخ وذلك قبل تنحي الرئيس.

وبما أني أرى أن طلبات صالح الواردة على لسان غانم صعبة (شويه)، وتفادياً لتعثر جهود وساطة اخواننا الخليجيين وحرصاً مني على حقن دماء اليمنيين ولما فيه مصلحة الوطن .. أقترح حلاً وسطاً يتمثل في أحد خيارين : أولهما أن يشرب جميع أعضاء وقيادات اللقاء المشترك ومن لم ينضوي تحت لوائهم من الثوار شراب الطاقة (ريد بول) ليتمكنوا من تنفيذ طلبات صالح قبل تنحيه، والثاني هو الرضوخ لرغبة اليهود اليمنين الذين نكن لهم كل الود والاحترام، وإبقاء صالح حتى نهاية ولايته في 2013 ولكن ليس رئيساً لكل اليمنيين بل لليهود منهم فقط ولا مانع من انضمام البلاطجة وشلة (الهبش) لاحقاً بعد اطالة (ماتيسّر)، وبذلك نكون قد خدمنا الوطن وخدمنا الاسلام أيضاً من حيث لا ندري كون المواطنين اليهود سيُغيرون ملتهم ويعتنقون الاسلام بعد فترة وجيزة من تفرُّغ صالح لهم لا كراهة في دينهم بل هرباً من تسلّط صالح عليهم.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

السبت، 30 أبريل 2011

لقد فعلتَها أيها التعيس

يقول أحد الحكماء "لا يخرجن أحد من داره إلا و قد أخذ في حجره قيراطين من جهل، حتى يرد السفيه عن سفهه والجاهل عن جهله"، وأنا أرى أنه لا يجوز السكوت على السفيه لمجرد أنهم قالوا " إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت " لأن السكوت علامة للرضى وتشجيع على الاتيان بالمزيد من السفه، ومن هذا المنطلق أسأل:
هل من بعد سفه فندمنا سفه؟! وهل من جهل أجهل من جهله؟! .. كلا  ثم كلا ، فبعد عقود من التمسُّح بجلابيب الأخوة الخليجيين والتسوّل من أنظمتهم يخرج اليوم السيد صالح ليسب قطر والقطريين ويتهمهم بالتحريض وزرع الفتن وهو من كان يستجدي منهم قبل أشهر فقط المعونات لإعادة إعمار(صعده) ويتوسّل وساطتهم علّها تخرجه من قعر البئر التي حفرها بيده، ثم يُعرّج على قناة الجزيرة ليكيل لها من خزعبلاته التي لا ينضب معينها وهو من دسَّ لها سم شريط السجن المركزي المزعوم في عسل الخَبَر لينال من سمعتها ومهنيتها عبر (الخُبرة).
لكن هيهات للشعوب أن تُفتن بمقولات (سيد الفتن) كونها تدرك تمام الادراك أنه لولا إدارته للفتن لما استطاع مثل هذا الجهول أن يحكم زريبة في اليمن لساعة من زمن، وندرك أن قطر أكبر وأعقل من أن تمنحه ما أراد، وبأنها ستفوّت عليه فرصة التملًص من توقيع المبادرة الخليجية بحجة مشاركة قطر فيها باعتبارها أحد مكونات منظومة طالما سعى هو أن ينظم إليها لا كشريك بل ليحصل على ما قسم الله منها.

لقد فعلتَها أيها التعيس، وهي بكل المقاييس إِحدَى الكِبَرْ من منجزاتك العِظام، لكنك لم تفعلها على روحك فحسب، بل أردت أن تلوثنا جميعاً بها ومعنا بلد شقيق كقطر الذي ضلَّ شعبه وساسته يمسحون قفاك دهراً، وكان الأجدر بك أن تقوم مُسرِعاً لأقرب خرابة عند أول (قرقرة) لبطنك لتفرغ ما فيها وفي رأسك من العفن، عملاً بالحكمة الشيبانية : إذا قرقرت بطنكْ وحنّت رُعُودها ... فقُم مُسرعاً واعلمْ بأنكَ سَالِحُ.


وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني 30 إبريل 2011

الخميس، 28 أبريل 2011

الرِجل الثالثة للرئيس

مع أن مراوغات الرئيس صالح وكذبه على الشعب طيلة فترة سنوات حُكمه العجاف كانت واضحة كعين الشمس التي يستبعدها عندما يُصرّح في خطاباته قائلاً أن استلام السلطة من قبل هؤلاء (ويقصد أي أحد سواه) هو أمر أبعد من عين الشمس، إلا أن الكثير من بسطاء الناس كانوا ومازالوا يرفضون وبشدة إلصاق صفة المراوغ بالسيد صالح بل ربما أخرج أحدهم (صميله) مُلوِحاً به في وجه من يُشكّك في كلام و نوايا الزعيم المُفدّى أو يُحاول المساس بأي شكل من الأشكال بالذات الرئاسية (كما يسمّونها).

جاءت المبادرات الخليجية التي نحن بصددها لتُأكد للأشقاء قبل الاصدقاء مراوغات صالح، وقد تجلّت تلك المراوغات في تصريحات النظام بأشكال وألوان متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر أن التصريحات الرسمية كانت ولا تزال تأتي بصيغ مموهة مثل: "عبّر مصدر مسئول" أو افاد مصدر بأن "الرئاسة" .. ونحن جميعاً لا ندري من هو هذا المصدر المسؤول و من هي تلك الرئاسة والغرض في الأخير هو تسهيل التملّص من هذه التصريحات و تكذيب مصدرها المزعوم عند الاقتضاء، بالإضافة إلى استخدام ألفاظ مطاطة وغير محددة المعنى يُمكن أن تُفسّر حسب مقتضيات الموقف لاحقاً ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر القول بأن الرئيس سيتعامل (بإيجابية) مع المبادرة الخليجية .. ويدرك من عنده الحد الأدنى من الفهم بأن مُجرد الاستماع للمبادرة ومن ثم الاعتذار عن قبولها شكلاً ومضموناً يُعد تعاملاً إيجابياً معها طالما لم يقُم صالح برميها على الأرض كما فعل صديقنا الرائع علي صلاح بموسوعة دواوين (تأليه) الرئيس ..
وحتى بعد أن يتم التوقيع على الصيغة المعدّلة والنهائية للمبادرة في الأسبوع القادم، لا أتوقع إلا أن يُضرَب بها عرض الحائط في حال أن الفندم اكتشف لاحقاً أن بنداً من البنود أو آلية من آليات تنفيذ هذا البند أو ذاك لا يحقق مصلحته أو لا يتفق مع مزاجه، بغض النظر عن الضمانات التي سيٌقدمها هذا الطرف أو ذاك للقيام بالتنفيذ ..

لحظة من فضلكم .. لا تتهِمُوني بالتشاؤم، فأنا لست متشائماً ولا أدعو أحداً أن يكون كذلك، ولكنها مُجرد قراءة عابرة لواقعٍ مُر تدعمها خبرة سابقة علّمتني عدم الثقة بهذا النظام واركانه، ولعل منبع الايمان بعدم مصداقية النظام هو إصرار صالح على ممارسة الكذِب المفضوح على مرأى ومسمع من عباد الله أجمعين دون خجل ولا وجل، وسيبقى صالح يُصر على أن (الغراب هو عنزة ولو طارت).. طالما أن هذا النوع من الكذب والاصرار عليه يحقق مصالحه.
ولا أرى بأساً في أن نعرِّج بسرعة على بعض أساليب المراوغة والخداع الطازجة التي يمارسها صالح هذه الأيام، ومن ذلك قيامه بتقديم إحدى رجليه باتجاه الموافقة على المبادرة الخليجية في النهار لإقناع الوسطاء بحُسن نواياه ثم يقوم بسحب تلك الرِجل والعودة خطوتين إلى الوراء في المساء وتحديداً بعد المقيّل مع (خُبرته) من المستشارين الأفذاذ خاصة إذا أفادوه بأن الخليجيون يريدون أن (يزيدوا) عليه.
وعندما وجد صالح نفسه مُتورطاً بالمبادرة المذكورة باعتبار أن المجتمع الدولي تعامل معها على محمل الجد، أعطى عصابته الضوء الأخضر ليقوموا بارتكاب مجزرة جديدة أهداها للشعب يومنا هذا الموافق 27 ابريل 2011 إحياءً لذكرى يوم الديموقراطية ليقول من خلالها للخليجيين والمجتمع الدولي: إنا وحدي القادر على قتل هذا الشعب فلا تساوني بالطرف الآخر. 
إثر مشاهدتي لجثث المجزرة أعترتني نوبة من فقدان الوعي لم تتجاوز بضع دقائق، رأيت خلالها أنَ الوسطاء قد مارسوا الضغط على صالح لإجباره على البدء الفوري بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية، وتحت وطأة هذا الضغط قام صالح بسحب كلتا رجليه رجوعاً إلى الخلف و أخرج للمفاوضين رِجلاً ثالثة كان يُخفيها عن الجماهير .. (أنظر الصورة ولا تدع خيالك يذهب بك بعيداً)، و قال لهم بان اخراجه لرجله الثالثة ما هو إلا تعبيرٌ رمزي لقبوله التنحي عن منصبه و موافقته على نقل صلاحياته وسُلطاته لنائب الرئيس، عندها تعالت اصوات الوسطاء بالثناء عليه وصفقوا له بحرارة مبدين اعجابهم بنزوله عند رغبة الشعب، ولكنهم اكتشفوا لاحقاً أنه قبل أن يوقّع على إقرار نقل الصلاحيات للنائب كان قد أصدر مرسُوماً رئاسياً برقم 2013 لسنة 2011 يقضي بتعين الأخ/ علي عبد الله صالح نائباً للرئيس.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
27 إبريل 2011




انهض سيدي الكونت

اعتدت أن أعود للنوم نحو ساعة بعد صلاة الفجر التي أؤديها (إذا أعان الله) غالباً في غُرفة خُصصت كمُصلى لأفراد الأسرة خاصة أيام البرد .. لكني أدعوكم للذهاب إلى المساجد وعدم الاقتداء بي كي لا أحمل وزري ووزركم يوم القيامة.. المهم أني أوكلت مهمة إيقاظي لمنبه تليفوني السيار لأني وجدته أكثر دقة وكفاءة من المدام التي تنشغل عادة بتحضير فطور الأولاد وسندويتشات المدرسة وتدفئة سيارتها وتهيئتها لتخرج هي الأخرى إلى عملها وغالباً ما توقظني متأخراً عن الوقت الذي أريد، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع بحُجة إشفاقها عليَّ ورغبتها في أن آخذ قسطاً أكبر من الراحة .. (ولا يعلم النيّات إلا أرحم الراحمين) .. أما صديقي التليفون فلا يُقصّر كالمدام في أداء واجبه حيث يقوم وفي الوقت المحدد تماماً بتنبيهي مُسمِعاً إيايَ نغمات موسيقى هادئة تتصاعد حتى الازعاج إذا لم أنهض من على الفراش و أغلق المنبه الذي وضِعَ عن سبق اصرار وترصُد بعيداً عن متناول يدي الآثمة كي لا أطفئه وأعود للنوم ..

لا أخفيكم بأني انهضُ كل يوم من الفراش مجبراً وكأن أحدهم قد وضع حول عنقي طوقاً حديدياً مربوط بسِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا وأخذَ يجرني سحباً إلى الحمّام لأداء المراسم المعتادة، وبعد أن أتم لبس وتناول ما تيسر أقبّل (الشيبّنه) الصِغار واضعاً في جيبوهم المصروف المدرسي ثم أخرج إلى حوش المنزل .. أشغل سيارتي و أنطلق بها على بركة الله نحو مكتبي لمزاولة الروتين اليومي المقيت، ولا أنسى وأنا في الطريق أن أجلِدَ ذاتي بالاستماع إلى أخبار وخطابات الفندم وذلك بغرض تحميّة بطني بقليل من المغص (حسب نصيحة الطبيب) ومن ثم الاسهال الذي يتم التعامل معه مباشرة حال الوصول إلى حمام المكتب (إن استطعت إلى ذلك سبيلا) وإن لم استطع فلا يكلّفُ الله نفساً إلا وسعها ..
أصدقائي الأعزاء .. قلت ما قرأتم لا لسبب غير أني أشعر بأن كثيراً منكم يُعاني من نفس الاحساس بكراهة الروتين الذي نمارسه جميعاً صباح كل يوم عند استيقاظنا من النوم وذهابنا لأعمالنا .. وإن اختلفنا في بعض التفاصيل.. والسؤال هو .. تُرى هل السبب في هذا الشعور المُحبِط هو إدراكنا بأننا لن نسمع في الصباح من إذاعتنا المحلية ولن نقرأ في جرائدنا الرسمية إلا كل ما يُسبب المغص ويؤدي إلى الاسهال من تمجيد لفخامته وتعظيم لمنجزات لا وجود لها أصلاً و إطراء على خطابات سمِجة تكاد تخلو من جملة مفيدة واحدة، ينقلِب فيها المُذكر إلى مؤنث وينقلب الجمع إلى مُثنى و تتحول التي إلى الذي و هم إلى هما .. و شُلَ لك من (الجغص والجغيص) الذي يورِّم الخصيتين .. ثم يلي ذلك تعامل يومي مع نظام وممارسات وإجراءات لا ينطبق عليها إلا قول الشاعر : مُكرٌ مُفرٌ مُقبلٌ مُدبرٌ معاً ... فلا رجعت ولا رجع الحِمارُ ..

قد يضحك البعض من بيت الشعر (المُلَعفز)، ولكني أتألم بحق عندما أقارن حالنا هذا بحال الفيلسوف الفرنسي هنري دي سان سايمون (Saint Simon) الذي كان يطلُب من مُساعِده أن يوقظه كل صباح ليس على أنغام موسيقى هادئة بل بعبارة :

(انهض سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية) .. فيصحو الرجل متفائلاً تملئه الحيوية ويدب بجسده النشاط فينطلق كالحصان ليؤدي عمله الذي لم يكن سوى القراءة وكتابة بعض الأفكار والنظريات الهادفة إلى اصلاح مجتمعه ليتحول إلى مجتمع عادل يسوده تكافؤ الفرص ..

عِباد الله .. أوصيكم ونفسي بالاقتداء (في هذه المسألة) بالكونت سايمون.. رغم أنه لم يُبتلى بفندم كفندمنا ولا نظام كنظامنا ولم يُعاني من التضليل والكذب الذي تُمارسه وسائل إعلامنا وبالتالي لم يكن يُصاب بالإسهال صباح كل يوم، ولكنه هو الآخر قد تعرّض في حياته للجوع والتشرد وتحمّل من الصِعاب الكثير في سبيل إيصال رسالته التي آمن بضرورة أدائها تجاه مجتمعه، وعلينا نحن أيضاً أن نؤدي أدوارنا في ثورة التغيير على أكمل وجه مهما كانت تلك الأدوار بسيطة من وجهة نظرنا لكنها ستكون عظيمة الأثر متى ما آمنا بها وأديناها بروح الحماس والاتقان، عملاً بحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم :((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)) .


وللأحرار فقط تحياتي.. طارق الشيباني
26 إبريل 2011


قبل فِرار العكابر


لازلتُ أتذكر مسرحية حضرتُها طفلاً بمعية أخوتي الكبار لكن أحداثها حُفِرت في ذاكرتي كالنقش في الحجر.. كانت المسرحية بعنوان " الفأر في قفص الاتهام" للكاتب المسرحي عبد الكافي محمد سعيد أقيمت على خشبة مسرح دار سينما بلقيس وأدتها فرقة المسرح الوطني (أيام ما كان عندنا مسرح) وكان أحد أبطال المسرحية جميل الشيباني (شقيقي الذي يكبروني سناً).

كانت المسرحية عبارة عن محاكمة تاريخية لفأر تم اتهامه من قِبل عدة شخصيات حكمت اليمن في مراحل مختلفة من تأريخه، منها الملكة بلقيس التي أتهمته بهدم سد مأرب، وسيف بن ذي يزن الذي أتهمه بجلب الغزاة إلي اليمن و مساعدتهم على زوال عرشه من خلال تآمره وخيانته، والأسود العنسي الذي اتهم الفأر بأنه هو الذي روّج لنبوته وأقنعه بها ثم انقلب عليه مع زوجته وأطاحوا بحكمه، وابرهة الأشرم الذي أتهمه بأنه هو الذي مكّنه من احتلال اليمن وحكمها .. المهم أن الجميع أتهم ذلك (العِكبار) بالتآمر على اليمن والتسبب في خرابها، ولكن المفاجأة هي أن (العكبار) الذي كان يجسد الفساد تمكّن من الهرب من قفص الاتهام قبل النطق بالحكم ليخرج شخص التأريخ في نهاية المسرحية محذراً أبناء اليمن من فساد (العكابر).

ولكن ماذا عن (عكابر) اليوم الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ؟.

هل تعلم يا عبد الكافي أن (العِكبار الأكبر) يملك وحده ثروة من مليارات الدولارات تزيد على عدد سنوات حكمه الثلاثة والثلاثون جمعها نهباً من خيرات البلاد؟ .. هل تعلم أن ما يقرب من 250 (عِكبار) من بينهم أبناء (العكبار الأكبر) وأبناء أخوه وأشقاؤه من أمه وأصهاره و المقربون وبعض المتنفذين في حكومة (العكابر) تقدر ثرواتهم ما بين 18 و 22 مليار دولار؟.

ثم هل تعلم يا عبد الكافي أن (العِكبار الأكبر) اليوم قد سفك دم أبنائنا وإخواننا الذين أرادوا أن ينادوا بحقهم في الحياة الكريمة كبقية بنو جنسهم من أولاد آدم بعد أن استعبدهم ثُلث قرن علّمهم فيه وهو الأمي معنى البؤس بأصنافه وأذاقهم لأول مرة في تأريخ مجدهم التليد طعم (الزِبالة) ؟.
أشهدُ أيُها التأريخ أنك قد حذرتنا فلم نتعظ .. ونلنا ما نستحقهُ .. لكن هل سنسمحُ (لعكابرنا) بالفِرار قبل النطق بالحكم ؟.. يبدوا أننا ببركة (البَرَمات) التي تُبرم اليوم من وراء ظهورنا سنفعل، وسيُخرِج لنا التأريخ لِسانهُ ويعيد لنا نفس المقال مُضيفاً إليه " تعرِفون الأمور .. وتسكتون دهور .. وتريدون الثورة .. هيهات .. هيهات .. على غيري ". 


وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
24 إبريل 2011

مطعم الصالح للعصيد


رحب صالح يومنا هذا الجمعة 22 ابريل 2011 بمبادرة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة التي قدمها يوم أمس الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني والتي تتلخص في انتقال السلطة في غضون ثلاثة أشهر تنتهي بانتخابات رئاسية، والدعوة إلى وقف الاحتجاجات فورا، واستقالة صالح في غضون شهر واحد من توقيع المبادرة ونقل سلطاته إلى نائب للرئيس يعينه صالح، على أن يصدر صالح قراراً بتسمية رئيس وزراء جديد يرأس حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة تتشكل بنسبة 50 % للجانب الحكومي و40 % للمعارضة و10 % للآخرين، في إشارة إلى القوى السياسية غير المحسوبة على الطرفين والشباب المعتصم في ساحات التغيير.

لكن صالح قال إن "ذلك يجب ان يتوافق مع القوانين الدستورية". ... وطبعا وفقا للدستور فإن فترة رئاسة صالح تنتهي عام 2013 واستطرد صالح "نؤكد لكم تمسكنا بالشرعية الدستورية وفاء لجماهير شعبنا رافضين رفضا كاملاً العمليات الانقلابية على الحرية والديمقراطية."
ما ورد بعاليه جعلني أقول لنفسي : لا يخرج الأمر عن شيئين .. إما أن الغباء قد استفحل بمخي الثخين فاختلط الحابل فيه بالنابل وإما أن صالح قد قرر أن ينافس (العزيزي) ويفتح مطعماً للعصيد، فإن حكمتم بأن عقلي لا زال يؤدي الغرض (ولو بشكل متواضع) - فمن بداهة القول أن مطعم الصالح للعصيد لن يكون متواضعاً كعقلي بل لن يقل فخامة عن جامع الصالح للصلاة و(طلبة الله)، وجمعية الصالح لجباية الصدقات الاجبارية من كبار (الهبّاشين) ..

لكن فخامة المطعم لن تمنع من ((تفرعُص) (تبرقُط)) العصيد بحكم أن العصّاد لا يجيد إلا (الركيض) أما المقادير فلا يحسُب لها حساباً .. ومع ذلك لا أتوقع من الزبائن الكرام .. احتجاجاً .. لأني لا أراهم إلا كخالي مهيوب رحمه الله .. الذي كان يخشى زوجته ولا يجرؤ أن ينبس أمامها ببنت شفه .. وقد قدمت له ذات مرة عصيدة ملئى (بالفراعص أو البراقط) فأخذ يأكل وهو (يُعرعِر) بينه وبين نفسه لكن خالتي انتبهت لاستيائه فسألته: أيش تقول؟.. مالها العصيد؟ .. أجاب : ولا فيها شي، عصيد ممتّن على كيفك .. واستمر (يتكعف) العصيد وهو صامت فقامت هي وأنصرفت لبعض شأنها .. ولما تأكد من أنها لم تعد في البيت صاح بملئ فاه : أيش مالها ؟! عصيد فراااااااااااعص .. جنّي شلِّك أنتي وعصيدك ..

المشكلة هي أن خالي المسكين صبر على خالتي (33) سنه ومات وهو يعاني .. ولو أنه فكر باستخدام حقه الشرعي في طلاقها واستبداليها بأخرى لعاش سعيداً ومات سعيد .. فهل من متعظ قبل الموت؟!!!

وللأحرار من الزبائن فقط تحياتي .. طارق الشيباني
22 إبريل 2011


تستحقين اللّعن يا حمّالة الحطب

أعرف أنه لا يجوز لنا كمسلمين أن نلعن بعضنا لأن اللّعن من سوءِ القول الذي نُهِينا عن الجهر به، ولكن الله تعالى قال لنا: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) صدق الله العظيم،
إن العبد الذي (يلعن أبو) ثلاثة ملايين ثائر يبذلون أرواحهم رخيصة لتحريره من عبوديته بل ويحرض سيده الجلاد على سحلِهم لا يستحق إلا أن يَجهَر من في السماوات والأرض بلعنه..
السؤال هو : ما الذي ستجنيه تلك البائسة من ذاك (البئيس) .. عندما قامت تلومه وقلبها يقطُر دماً (حسب قولها) على تقصيره في إبادة من تبقى من شرفاء البلاد وتستحلفه بكل مُقدس أن لا يترك السلطة ولا (يفلّتهاش) أي ولا يترُكها هيَّ .. لتحصُل بعد ذلك على تصفيق حار ممن حضر معها من الصُفّقاء.
ألا تدرك بأن سيدها يستخدمها الآن للعق حِذائيه ثم سيرميها مختاراً كخرقة بالية عند فِراره كالجرذ أو مُجبراً عندما يتم تعليقه على حبل مشنقة كميدالية رخيصة لا نتشرف بالنظر إليها ناهيك عن حملها.
سيدتي (حمّالة الحطب) .. إن كان قلبك اليوم يقطر دماً وأنتِ تلومين سيدك بالتقصير في قتلنا فإن قلوبنا ستقطُر دماً عليكِ غداً عندما يتركك (أبى لهب) لتواجهين قدركِ المحتوم ممثلاً في لعنة شعبٍ لن تزول عنكِ وعن نسلِك إلى يوم يُبعثون.. 

و للأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني
21 إبريل 2011