السبت، 30 أبريل 2011

لقد فعلتَها أيها التعيس

يقول أحد الحكماء "لا يخرجن أحد من داره إلا و قد أخذ في حجره قيراطين من جهل، حتى يرد السفيه عن سفهه والجاهل عن جهله"، وأنا أرى أنه لا يجوز السكوت على السفيه لمجرد أنهم قالوا " إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت " لأن السكوت علامة للرضى وتشجيع على الاتيان بالمزيد من السفه، ومن هذا المنطلق أسأل:
هل من بعد سفه فندمنا سفه؟! وهل من جهل أجهل من جهله؟! .. كلا  ثم كلا ، فبعد عقود من التمسُّح بجلابيب الأخوة الخليجيين والتسوّل من أنظمتهم يخرج اليوم السيد صالح ليسب قطر والقطريين ويتهمهم بالتحريض وزرع الفتن وهو من كان يستجدي منهم قبل أشهر فقط المعونات لإعادة إعمار(صعده) ويتوسّل وساطتهم علّها تخرجه من قعر البئر التي حفرها بيده، ثم يُعرّج على قناة الجزيرة ليكيل لها من خزعبلاته التي لا ينضب معينها وهو من دسَّ لها سم شريط السجن المركزي المزعوم في عسل الخَبَر لينال من سمعتها ومهنيتها عبر (الخُبرة).
لكن هيهات للشعوب أن تُفتن بمقولات (سيد الفتن) كونها تدرك تمام الادراك أنه لولا إدارته للفتن لما استطاع مثل هذا الجهول أن يحكم زريبة في اليمن لساعة من زمن، وندرك أن قطر أكبر وأعقل من أن تمنحه ما أراد، وبأنها ستفوّت عليه فرصة التملًص من توقيع المبادرة الخليجية بحجة مشاركة قطر فيها باعتبارها أحد مكونات منظومة طالما سعى هو أن ينظم إليها لا كشريك بل ليحصل على ما قسم الله منها.

لقد فعلتَها أيها التعيس، وهي بكل المقاييس إِحدَى الكِبَرْ من منجزاتك العِظام، لكنك لم تفعلها على روحك فحسب، بل أردت أن تلوثنا جميعاً بها ومعنا بلد شقيق كقطر الذي ضلَّ شعبه وساسته يمسحون قفاك دهراً، وكان الأجدر بك أن تقوم مُسرِعاً لأقرب خرابة عند أول (قرقرة) لبطنك لتفرغ ما فيها وفي رأسك من العفن، عملاً بالحكمة الشيبانية : إذا قرقرت بطنكْ وحنّت رُعُودها ... فقُم مُسرعاً واعلمْ بأنكَ سَالِحُ.


وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني 30 إبريل 2011

الخميس، 28 أبريل 2011

الرِجل الثالثة للرئيس

مع أن مراوغات الرئيس صالح وكذبه على الشعب طيلة فترة سنوات حُكمه العجاف كانت واضحة كعين الشمس التي يستبعدها عندما يُصرّح في خطاباته قائلاً أن استلام السلطة من قبل هؤلاء (ويقصد أي أحد سواه) هو أمر أبعد من عين الشمس، إلا أن الكثير من بسطاء الناس كانوا ومازالوا يرفضون وبشدة إلصاق صفة المراوغ بالسيد صالح بل ربما أخرج أحدهم (صميله) مُلوِحاً به في وجه من يُشكّك في كلام و نوايا الزعيم المُفدّى أو يُحاول المساس بأي شكل من الأشكال بالذات الرئاسية (كما يسمّونها).

جاءت المبادرات الخليجية التي نحن بصددها لتُأكد للأشقاء قبل الاصدقاء مراوغات صالح، وقد تجلّت تلك المراوغات في تصريحات النظام بأشكال وألوان متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر أن التصريحات الرسمية كانت ولا تزال تأتي بصيغ مموهة مثل: "عبّر مصدر مسئول" أو افاد مصدر بأن "الرئاسة" .. ونحن جميعاً لا ندري من هو هذا المصدر المسؤول و من هي تلك الرئاسة والغرض في الأخير هو تسهيل التملّص من هذه التصريحات و تكذيب مصدرها المزعوم عند الاقتضاء، بالإضافة إلى استخدام ألفاظ مطاطة وغير محددة المعنى يُمكن أن تُفسّر حسب مقتضيات الموقف لاحقاً ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر القول بأن الرئيس سيتعامل (بإيجابية) مع المبادرة الخليجية .. ويدرك من عنده الحد الأدنى من الفهم بأن مُجرد الاستماع للمبادرة ومن ثم الاعتذار عن قبولها شكلاً ومضموناً يُعد تعاملاً إيجابياً معها طالما لم يقُم صالح برميها على الأرض كما فعل صديقنا الرائع علي صلاح بموسوعة دواوين (تأليه) الرئيس ..
وحتى بعد أن يتم التوقيع على الصيغة المعدّلة والنهائية للمبادرة في الأسبوع القادم، لا أتوقع إلا أن يُضرَب بها عرض الحائط في حال أن الفندم اكتشف لاحقاً أن بنداً من البنود أو آلية من آليات تنفيذ هذا البند أو ذاك لا يحقق مصلحته أو لا يتفق مع مزاجه، بغض النظر عن الضمانات التي سيٌقدمها هذا الطرف أو ذاك للقيام بالتنفيذ ..

لحظة من فضلكم .. لا تتهِمُوني بالتشاؤم، فأنا لست متشائماً ولا أدعو أحداً أن يكون كذلك، ولكنها مُجرد قراءة عابرة لواقعٍ مُر تدعمها خبرة سابقة علّمتني عدم الثقة بهذا النظام واركانه، ولعل منبع الايمان بعدم مصداقية النظام هو إصرار صالح على ممارسة الكذِب المفضوح على مرأى ومسمع من عباد الله أجمعين دون خجل ولا وجل، وسيبقى صالح يُصر على أن (الغراب هو عنزة ولو طارت).. طالما أن هذا النوع من الكذب والاصرار عليه يحقق مصالحه.
ولا أرى بأساً في أن نعرِّج بسرعة على بعض أساليب المراوغة والخداع الطازجة التي يمارسها صالح هذه الأيام، ومن ذلك قيامه بتقديم إحدى رجليه باتجاه الموافقة على المبادرة الخليجية في النهار لإقناع الوسطاء بحُسن نواياه ثم يقوم بسحب تلك الرِجل والعودة خطوتين إلى الوراء في المساء وتحديداً بعد المقيّل مع (خُبرته) من المستشارين الأفذاذ خاصة إذا أفادوه بأن الخليجيون يريدون أن (يزيدوا) عليه.
وعندما وجد صالح نفسه مُتورطاً بالمبادرة المذكورة باعتبار أن المجتمع الدولي تعامل معها على محمل الجد، أعطى عصابته الضوء الأخضر ليقوموا بارتكاب مجزرة جديدة أهداها للشعب يومنا هذا الموافق 27 ابريل 2011 إحياءً لذكرى يوم الديموقراطية ليقول من خلالها للخليجيين والمجتمع الدولي: إنا وحدي القادر على قتل هذا الشعب فلا تساوني بالطرف الآخر. 
إثر مشاهدتي لجثث المجزرة أعترتني نوبة من فقدان الوعي لم تتجاوز بضع دقائق، رأيت خلالها أنَ الوسطاء قد مارسوا الضغط على صالح لإجباره على البدء الفوري بتنفيذ بنود المبادرة الخليجية، وتحت وطأة هذا الضغط قام صالح بسحب كلتا رجليه رجوعاً إلى الخلف و أخرج للمفاوضين رِجلاً ثالثة كان يُخفيها عن الجماهير .. (أنظر الصورة ولا تدع خيالك يذهب بك بعيداً)، و قال لهم بان اخراجه لرجله الثالثة ما هو إلا تعبيرٌ رمزي لقبوله التنحي عن منصبه و موافقته على نقل صلاحياته وسُلطاته لنائب الرئيس، عندها تعالت اصوات الوسطاء بالثناء عليه وصفقوا له بحرارة مبدين اعجابهم بنزوله عند رغبة الشعب، ولكنهم اكتشفوا لاحقاً أنه قبل أن يوقّع على إقرار نقل الصلاحيات للنائب كان قد أصدر مرسُوماً رئاسياً برقم 2013 لسنة 2011 يقضي بتعين الأخ/ علي عبد الله صالح نائباً للرئيس.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
27 إبريل 2011




انهض سيدي الكونت

اعتدت أن أعود للنوم نحو ساعة بعد صلاة الفجر التي أؤديها (إذا أعان الله) غالباً في غُرفة خُصصت كمُصلى لأفراد الأسرة خاصة أيام البرد .. لكني أدعوكم للذهاب إلى المساجد وعدم الاقتداء بي كي لا أحمل وزري ووزركم يوم القيامة.. المهم أني أوكلت مهمة إيقاظي لمنبه تليفوني السيار لأني وجدته أكثر دقة وكفاءة من المدام التي تنشغل عادة بتحضير فطور الأولاد وسندويتشات المدرسة وتدفئة سيارتها وتهيئتها لتخرج هي الأخرى إلى عملها وغالباً ما توقظني متأخراً عن الوقت الذي أريد، خاصة في عطلة نهاية الأسبوع بحُجة إشفاقها عليَّ ورغبتها في أن آخذ قسطاً أكبر من الراحة .. (ولا يعلم النيّات إلا أرحم الراحمين) .. أما صديقي التليفون فلا يُقصّر كالمدام في أداء واجبه حيث يقوم وفي الوقت المحدد تماماً بتنبيهي مُسمِعاً إيايَ نغمات موسيقى هادئة تتصاعد حتى الازعاج إذا لم أنهض من على الفراش و أغلق المنبه الذي وضِعَ عن سبق اصرار وترصُد بعيداً عن متناول يدي الآثمة كي لا أطفئه وأعود للنوم ..

لا أخفيكم بأني انهضُ كل يوم من الفراش مجبراً وكأن أحدهم قد وضع حول عنقي طوقاً حديدياً مربوط بسِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا وأخذَ يجرني سحباً إلى الحمّام لأداء المراسم المعتادة، وبعد أن أتم لبس وتناول ما تيسر أقبّل (الشيبّنه) الصِغار واضعاً في جيبوهم المصروف المدرسي ثم أخرج إلى حوش المنزل .. أشغل سيارتي و أنطلق بها على بركة الله نحو مكتبي لمزاولة الروتين اليومي المقيت، ولا أنسى وأنا في الطريق أن أجلِدَ ذاتي بالاستماع إلى أخبار وخطابات الفندم وذلك بغرض تحميّة بطني بقليل من المغص (حسب نصيحة الطبيب) ومن ثم الاسهال الذي يتم التعامل معه مباشرة حال الوصول إلى حمام المكتب (إن استطعت إلى ذلك سبيلا) وإن لم استطع فلا يكلّفُ الله نفساً إلا وسعها ..
أصدقائي الأعزاء .. قلت ما قرأتم لا لسبب غير أني أشعر بأن كثيراً منكم يُعاني من نفس الاحساس بكراهة الروتين الذي نمارسه جميعاً صباح كل يوم عند استيقاظنا من النوم وذهابنا لأعمالنا .. وإن اختلفنا في بعض التفاصيل.. والسؤال هو .. تُرى هل السبب في هذا الشعور المُحبِط هو إدراكنا بأننا لن نسمع في الصباح من إذاعتنا المحلية ولن نقرأ في جرائدنا الرسمية إلا كل ما يُسبب المغص ويؤدي إلى الاسهال من تمجيد لفخامته وتعظيم لمنجزات لا وجود لها أصلاً و إطراء على خطابات سمِجة تكاد تخلو من جملة مفيدة واحدة، ينقلِب فيها المُذكر إلى مؤنث وينقلب الجمع إلى مُثنى و تتحول التي إلى الذي و هم إلى هما .. و شُلَ لك من (الجغص والجغيص) الذي يورِّم الخصيتين .. ثم يلي ذلك تعامل يومي مع نظام وممارسات وإجراءات لا ينطبق عليها إلا قول الشاعر : مُكرٌ مُفرٌ مُقبلٌ مُدبرٌ معاً ... فلا رجعت ولا رجع الحِمارُ ..

قد يضحك البعض من بيت الشعر (المُلَعفز)، ولكني أتألم بحق عندما أقارن حالنا هذا بحال الفيلسوف الفرنسي هنري دي سان سايمون (Saint Simon) الذي كان يطلُب من مُساعِده أن يوقظه كل صباح ليس على أنغام موسيقى هادئة بل بعبارة :

(انهض سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية) .. فيصحو الرجل متفائلاً تملئه الحيوية ويدب بجسده النشاط فينطلق كالحصان ليؤدي عمله الذي لم يكن سوى القراءة وكتابة بعض الأفكار والنظريات الهادفة إلى اصلاح مجتمعه ليتحول إلى مجتمع عادل يسوده تكافؤ الفرص ..

عِباد الله .. أوصيكم ونفسي بالاقتداء (في هذه المسألة) بالكونت سايمون.. رغم أنه لم يُبتلى بفندم كفندمنا ولا نظام كنظامنا ولم يُعاني من التضليل والكذب الذي تُمارسه وسائل إعلامنا وبالتالي لم يكن يُصاب بالإسهال صباح كل يوم، ولكنه هو الآخر قد تعرّض في حياته للجوع والتشرد وتحمّل من الصِعاب الكثير في سبيل إيصال رسالته التي آمن بضرورة أدائها تجاه مجتمعه، وعلينا نحن أيضاً أن نؤدي أدوارنا في ثورة التغيير على أكمل وجه مهما كانت تلك الأدوار بسيطة من وجهة نظرنا لكنها ستكون عظيمة الأثر متى ما آمنا بها وأديناها بروح الحماس والاتقان، عملاً بحديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم :((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)) .


وللأحرار فقط تحياتي.. طارق الشيباني
26 إبريل 2011


قبل فِرار العكابر


لازلتُ أتذكر مسرحية حضرتُها طفلاً بمعية أخوتي الكبار لكن أحداثها حُفِرت في ذاكرتي كالنقش في الحجر.. كانت المسرحية بعنوان " الفأر في قفص الاتهام" للكاتب المسرحي عبد الكافي محمد سعيد أقيمت على خشبة مسرح دار سينما بلقيس وأدتها فرقة المسرح الوطني (أيام ما كان عندنا مسرح) وكان أحد أبطال المسرحية جميل الشيباني (شقيقي الذي يكبروني سناً).

كانت المسرحية عبارة عن محاكمة تاريخية لفأر تم اتهامه من قِبل عدة شخصيات حكمت اليمن في مراحل مختلفة من تأريخه، منها الملكة بلقيس التي أتهمته بهدم سد مأرب، وسيف بن ذي يزن الذي أتهمه بجلب الغزاة إلي اليمن و مساعدتهم على زوال عرشه من خلال تآمره وخيانته، والأسود العنسي الذي اتهم الفأر بأنه هو الذي روّج لنبوته وأقنعه بها ثم انقلب عليه مع زوجته وأطاحوا بحكمه، وابرهة الأشرم الذي أتهمه بأنه هو الذي مكّنه من احتلال اليمن وحكمها .. المهم أن الجميع أتهم ذلك (العِكبار) بالتآمر على اليمن والتسبب في خرابها، ولكن المفاجأة هي أن (العكبار) الذي كان يجسد الفساد تمكّن من الهرب من قفص الاتهام قبل النطق بالحكم ليخرج شخص التأريخ في نهاية المسرحية محذراً أبناء اليمن من فساد (العكابر).

ولكن ماذا عن (عكابر) اليوم الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ؟.

هل تعلم يا عبد الكافي أن (العِكبار الأكبر) يملك وحده ثروة من مليارات الدولارات تزيد على عدد سنوات حكمه الثلاثة والثلاثون جمعها نهباً من خيرات البلاد؟ .. هل تعلم أن ما يقرب من 250 (عِكبار) من بينهم أبناء (العكبار الأكبر) وأبناء أخوه وأشقاؤه من أمه وأصهاره و المقربون وبعض المتنفذين في حكومة (العكابر) تقدر ثرواتهم ما بين 18 و 22 مليار دولار؟.

ثم هل تعلم يا عبد الكافي أن (العِكبار الأكبر) اليوم قد سفك دم أبنائنا وإخواننا الذين أرادوا أن ينادوا بحقهم في الحياة الكريمة كبقية بنو جنسهم من أولاد آدم بعد أن استعبدهم ثُلث قرن علّمهم فيه وهو الأمي معنى البؤس بأصنافه وأذاقهم لأول مرة في تأريخ مجدهم التليد طعم (الزِبالة) ؟.
أشهدُ أيُها التأريخ أنك قد حذرتنا فلم نتعظ .. ونلنا ما نستحقهُ .. لكن هل سنسمحُ (لعكابرنا) بالفِرار قبل النطق بالحكم ؟.. يبدوا أننا ببركة (البَرَمات) التي تُبرم اليوم من وراء ظهورنا سنفعل، وسيُخرِج لنا التأريخ لِسانهُ ويعيد لنا نفس المقال مُضيفاً إليه " تعرِفون الأمور .. وتسكتون دهور .. وتريدون الثورة .. هيهات .. هيهات .. على غيري ". 


وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
24 إبريل 2011

مطعم الصالح للعصيد


رحب صالح يومنا هذا الجمعة 22 ابريل 2011 بمبادرة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة التي قدمها يوم أمس الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني والتي تتلخص في انتقال السلطة في غضون ثلاثة أشهر تنتهي بانتخابات رئاسية، والدعوة إلى وقف الاحتجاجات فورا، واستقالة صالح في غضون شهر واحد من توقيع المبادرة ونقل سلطاته إلى نائب للرئيس يعينه صالح، على أن يصدر صالح قراراً بتسمية رئيس وزراء جديد يرأس حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة تتشكل بنسبة 50 % للجانب الحكومي و40 % للمعارضة و10 % للآخرين، في إشارة إلى القوى السياسية غير المحسوبة على الطرفين والشباب المعتصم في ساحات التغيير.

لكن صالح قال إن "ذلك يجب ان يتوافق مع القوانين الدستورية". ... وطبعا وفقا للدستور فإن فترة رئاسة صالح تنتهي عام 2013 واستطرد صالح "نؤكد لكم تمسكنا بالشرعية الدستورية وفاء لجماهير شعبنا رافضين رفضا كاملاً العمليات الانقلابية على الحرية والديمقراطية."
ما ورد بعاليه جعلني أقول لنفسي : لا يخرج الأمر عن شيئين .. إما أن الغباء قد استفحل بمخي الثخين فاختلط الحابل فيه بالنابل وإما أن صالح قد قرر أن ينافس (العزيزي) ويفتح مطعماً للعصيد، فإن حكمتم بأن عقلي لا زال يؤدي الغرض (ولو بشكل متواضع) - فمن بداهة القول أن مطعم الصالح للعصيد لن يكون متواضعاً كعقلي بل لن يقل فخامة عن جامع الصالح للصلاة و(طلبة الله)، وجمعية الصالح لجباية الصدقات الاجبارية من كبار (الهبّاشين) ..

لكن فخامة المطعم لن تمنع من ((تفرعُص) (تبرقُط)) العصيد بحكم أن العصّاد لا يجيد إلا (الركيض) أما المقادير فلا يحسُب لها حساباً .. ومع ذلك لا أتوقع من الزبائن الكرام .. احتجاجاً .. لأني لا أراهم إلا كخالي مهيوب رحمه الله .. الذي كان يخشى زوجته ولا يجرؤ أن ينبس أمامها ببنت شفه .. وقد قدمت له ذات مرة عصيدة ملئى (بالفراعص أو البراقط) فأخذ يأكل وهو (يُعرعِر) بينه وبين نفسه لكن خالتي انتبهت لاستيائه فسألته: أيش تقول؟.. مالها العصيد؟ .. أجاب : ولا فيها شي، عصيد ممتّن على كيفك .. واستمر (يتكعف) العصيد وهو صامت فقامت هي وأنصرفت لبعض شأنها .. ولما تأكد من أنها لم تعد في البيت صاح بملئ فاه : أيش مالها ؟! عصيد فراااااااااااعص .. جنّي شلِّك أنتي وعصيدك ..

المشكلة هي أن خالي المسكين صبر على خالتي (33) سنه ومات وهو يعاني .. ولو أنه فكر باستخدام حقه الشرعي في طلاقها واستبداليها بأخرى لعاش سعيداً ومات سعيد .. فهل من متعظ قبل الموت؟!!!

وللأحرار من الزبائن فقط تحياتي .. طارق الشيباني
22 إبريل 2011


تستحقين اللّعن يا حمّالة الحطب

أعرف أنه لا يجوز لنا كمسلمين أن نلعن بعضنا لأن اللّعن من سوءِ القول الذي نُهِينا عن الجهر به، ولكن الله تعالى قال لنا: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) صدق الله العظيم،
إن العبد الذي (يلعن أبو) ثلاثة ملايين ثائر يبذلون أرواحهم رخيصة لتحريره من عبوديته بل ويحرض سيده الجلاد على سحلِهم لا يستحق إلا أن يَجهَر من في السماوات والأرض بلعنه..
السؤال هو : ما الذي ستجنيه تلك البائسة من ذاك (البئيس) .. عندما قامت تلومه وقلبها يقطُر دماً (حسب قولها) على تقصيره في إبادة من تبقى من شرفاء البلاد وتستحلفه بكل مُقدس أن لا يترك السلطة ولا (يفلّتهاش) أي ولا يترُكها هيَّ .. لتحصُل بعد ذلك على تصفيق حار ممن حضر معها من الصُفّقاء.
ألا تدرك بأن سيدها يستخدمها الآن للعق حِذائيه ثم سيرميها مختاراً كخرقة بالية عند فِراره كالجرذ أو مُجبراً عندما يتم تعليقه على حبل مشنقة كميدالية رخيصة لا نتشرف بالنظر إليها ناهيك عن حملها.
سيدتي (حمّالة الحطب) .. إن كان قلبك اليوم يقطر دماً وأنتِ تلومين سيدك بالتقصير في قتلنا فإن قلوبنا ستقطُر دماً عليكِ غداً عندما يتركك (أبى لهب) لتواجهين قدركِ المحتوم ممثلاً في لعنة شعبٍ لن تزول عنكِ وعن نسلِك إلى يوم يُبعثون.. 

و للأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني
21 إبريل 2011




قبل أن يحترق الكوخ


يُحكى أنَ عاصفة شديدة هبت على سفينة في عرض البحر فأغرقتها.. ولم ينجو منها أحد إلا رجل أخذت الأمواج تتقاذفه يمنة ويسره حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و مهجورة .. ما كاد الرجل يفيق من غيبوبته ويلتقط أنفاسه، حتى خرَ ساجداً شُكراً لله على انقاذه وأخذ يدعوه العون على إخراجه من الوضع الذي هو فيه ..

مرت عدة أشهر كان الرجل يقتات خلالها على ثمار الشجر وما يصطاده من حيوانات، و يشرب من جدول ماء قريب من الشاطئ و ينام في كوخ صغير بناه بعد حهد جهيد من أعواد الشجر ليحتمي به من برد الليل و قيض النهار..

ذات مساء أخذ الرجل يتجول في الجزيرة بالقرب من كوخه ريثما ينضج طعامه الذي كان يرقد على بعض أعواد الخشب المتقدة، و عندما عاد فوجئ بأن النار قد التهمت كل ما حولها، فأخذ يضرب الأرض بيديه ويصرخ باكياً : لماذا يا رب؟ لماذا ؟ .. لما لم تُبقي لي شيء و أنا وحيد في هذا المكان الموحش، حتى الكوخ الذى كنتُ أحتمي به و أنام فيه قد احترق .. لماذا يا رب كل هذه المصائب تتوالى علىَّ ..لماذا ؟!!

أشتد به الإعياء و سيطر عليه الحزن وهو يُفكر بما أصابه من ضيق الحال فنام جائعاً وقد فقد كل أمل في النجاة، وفي الصباح كانت المفاجأة في انتظاره.. إذ رأى سفينة تقترب من الجزيرة و تُنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه، وعندما صعد على سطح السفينة وهو لا يكاد يصدق ما يجري أخذ يسأل طاقمها كيف وجدوا مكانه فأجابوه: لقد رأينا دخاناً يتصاعد، فعرفنا إن شخصاً ما يطلب النجدة !!!
ملحوظة: القصة أعلاه من ألأدب العالمي و قد تم اعادة صياغتها بما يتناسب مع العبرة المراد استخلاصها منها وهي كالتالي: لقد ساءت ظروفك أيها الشعب الأبي الكريم ولكن .. لا تيأس وتفقد الأمل .. فقط ثِق بأنَّ الله له حِكمة في كل ما حدث ويحدث لك .. فأحسن الظن به واعلم أنه يعمل لإنقاذك ..
لكن ذلك لا يمنع أن نجتهد جميعاً في سؤاله سبحانه وتعالى أن يُفرّج همّنا و يُعجّل برحيل رُبّان سفينتنا الذي أغرقها بسبب تهوره وجهله بفنون القيادة وقواعد السلامة، ونسأله تعالى أن يستجيب لدعائنا قبل أن يُحرِقَ هذا الطائش كوخنا، إنه على ذلك لقدير وبالإجابة جدير، ولا عزاء يومئذٍ لمن لبس الحرير، وأماتنا جوعاً وفقراً وزمهرير، (الطلي) وبطانته الحمير ..آمين اللهم آمين،

 وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
20 إبريل 2011

أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ


إن أحداً من الناس لم يتوقع أن يأتي بعد مُسيلمة من لديه الجرؤة على تأليف قرآن (مُلعفز) مثل قرآنه وإن كانت قد ظهرت بعض المحاولات إلا أن جميعها باءت بالفشل .. إلى أن ظهر في عصرنا الحديث بجزيرة العرب سفيهٌ آخر ضل يكذب على قومه 33 عاماً وهم يصغون إليه ويرتكب الكبائر وهم يصفقون له، فزاد ذلك من حماسته وجُرأته وفرعنته فقرر أن يتحول بين عشية وضحاها إلى مفتي يُحل الحرام ويُحرم الحلال و (يُسنتف) أعراض عباد الله المعتصمين منهم والمعتصمات الأحياء من الشعب لا الأموات، ويهرطق بكلام شذر مذر ما أنزل الله به من سلطان، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن قدراته الفذة سولت له أن يستشهد بالقرآن في خطاباته ولكن هيهات لمن لم يتقي الله أن يُحكِمَ نُطقَ آياته، وكانت النتيجة أن قالها شاهداً على نفسه : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ النَّاسَ بالتُهَمِ هُمُ المُتَهَمُونْ ). شاهدوا مقطع الفيديو على الرابط التالي:
 http://www.facebook.com/l.php?u=http%3A%2F%2Fwww.youtube.com%2Fwatch%3Fv%3D25W_Z7D1B9A%26feature%3Drelated&h=bc1a2 .. 
وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني
18 إبريل 2011





صخرة الهم الوطني تضحك القاضي ألماً


"عسل يا طارق .. أضحكتني عباراتك السابقة بألم والله ".. كانت تلك هي العبارة التي ختم بها الأستاذ المناضل شوقي القاضي عضو مجلس النواب ..تعليقه على مقال لي نشرتُه سابقاً تحت عنوان (علي وبس لما نيبس) تضمن مشهداً لذوي (الجشائب) من الجياع الذين تجمعوا في ميدان السبعين ليهتفوا (للفندم)"بالروح بالدم نفديك يا علي" في الوقت الذي لم يعد لديهم دمٌ أصلاً ليفدوا به الذي امتصه منهم .

وليس بمستغرب على رجال من أمثال شوقي القاضي وسلطان العتواني وصخر الوجيه وعلي عشال ومن على شاكلتهم من أحرار مجلس النواب وكل الأحرار الذين أبوا إلا أن يتحملوا مسئولياتهم التاريخية تجاه شعبهم في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن- أن يضحكوا ألماً وهم يشهدون مثل هذا المشهد خاصة إذا تخيلتم معي أن كل واحد منهم يحمل جبلاً من الهم الوطني على ظهره كالذي نراه في الصورة.. عندها لن نقول إلا : كثّر الله خير(سلسلة ظهورهم)كونها لم تُسحق تحت وطاءة كل هذا الثقل من الهم.
لكني أسأل العارفين: ألا يكفينا ألم 33 سنة من السنين العِجاف؟! .. وهل نحن فعلاً بصدد العام الذي فيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ؟! .. أم أننا نسمع الجعجعة ولن نرى الطحين إلا في 2013 بناءً على رغبة (الطحّان) ؟.

أصدقكم القول بأنا هرِمنا انتظاراً للحظة التاريخية و نحن من جمعة (المطيط) إلى جمعة (السليط) وبين الجمعتين لا نسمع إلا خرطاً وخريط ..فإن كان الخبر عند أهل الذكرِ فليأتونا به لتطمئن به القلوب وإن لم يكن فتعالوا نصدح معاً بالمهجل الشعبي التالي:-



وا ليل الما وا ليلان ..
ابنك يا عمه طحّان ..
قليل الحيا سكران ..

يا حامينا يا ثُعبان ..
من خارج عامل سلطان ..
بس داخل مثل الجعنان ..

مُتقنبع شق الجدران ..
مثل الحمار البطران ..
لا زايد ولا نقصان ..

من جورك بعنا السامان ..
المطايب والطيسان ..
جنّي شلك لا سنحان ..

بطّل كلام النسوان ..
واهجع لك من الطنّان ..
لُك جنّي وأم الصبيان ..

إرحل فيسع يا تعبان ..
السر المخبى بان ..
إرحل ياظل الشيطان ..

وقت الزرة لا قد حان ..
لا تركن على الجيران ..
لا الأولاد و لا الأخوان ..
لا حاشد ولا خولان ..
لا زعطان ولا فلتان..
لا أموالك ولا التيجان ..

هذي الدعوه من انسان ..
من كُثر الهُدار ضبحان ..
ناذر نفسه للميدان ..
فارس من جيز الفرسان ..
بتراب اليمن ولهان ..
قلبه للوطن بُستان ..
ايمانه جبل شمسان ..
اسمه بالسما عنوان ..
طارق من بني شيبان ..

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني

15 إبريل 2011



فشخرة بدوي ..


في أحد مراكز الشرطة التي اقتحمتها جموع الشعب الثائر، تم العثور على وثيقة سرية جداً تضمنت ما ورد بالصورة أعلاه ويتضح من خلالها الأساليب التي تستخدمها الأنظمة العربية في قمع المتظاهرين .. ورغم أن الوثيقة المذكورة قد صدرت بالتعميم (رقم 60/ب/م ي) عن مكتب وزير الداخلية المصري (السابق) حبيب العادلي، لكن يبدو أن نسخة مع التحية منها قد أحيلت لفخامة زعيمنا المُفدى وبدوره أحالها للمختصين (للعمل بموجبه) .. أقول ذلك لأن ما جرى ويجرى من ممارسات القمع لمظاهراتنا واعتصاماتنا السلمية ليس إلا تنفيذاً للنسخة المطورة من هذه الوثيقة، والتطوير تمثل في إضافة الغازات السامة، واستخدام مياه المجاري لرش المتظاهرين، والقنص بالرصاص الحي في الرأس والعنق والقلب بحكم أننا ولا فخر شعب قناصة (على قولة الفندم) الذي (تفشخر) بنا بمنتهى الغباء فشخرةً جعلت منا مجرمين وقتله أمام شعوب العالم .

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني
14 إبريل 2011

الشعب يريد من هذا النظام


لاشك أن مظهر الفرد العسكري يعكس مدى نظامية الجيش وانضباط الدولة بحكم أن هذا المظهر جزء من هوية الدولة، لذا نلحظ أن اهتمام الدول المتقدمة بهذا الجانب غير عادي ولا يمكن التهاون فيه، ولا يقتصر الاهتمام في هذا الجانب على القيافة والهندام الخارجي لأفراد الأمن والجيش بل الأهم من ذلك هو مواصفات الأفراد ذاتهم إذ ليس كل من كل هب ودب يصلح أن يكون هوية للدولة وعنوان لها ولو كان مثل صاحبنا الذي على شمال الصورة .. وأنا هنا لا أقصد التندر غلى خلق الله ولكني أتساءل فقط كيف لمثل صاحبنا أن يحمي نفسه ناهيك عن حماية الوطن والذود عن أرضه وعرضه، وإذا كان العسكري هو وجه الدولة فمسكين شعب دولة لها مثل هذا الوجه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..

معروف أن العسكر في بلادنا فئتين .. الأولى هم أصحاب الشمال في الدنيا ونحسبهم في الآخرة من أصحاب اليمين وهؤلاء هم (المجعجعين) من العسكر و صغار الضباط وجزء من الكبار الذين أبوا إلا أن يكونوا خداماً للشعب لا للحاكم وهم ليسوا مطحونين كبقية أفراد الشعب فحسب بل هم نخالة الطحين التي يرمى بها بعد (الطحن والرجف)، أما خدام الحاكم من كبار العسكر وصغارهم الذين عصوا الله وأطاعوا طواغيتهم الذين أمروهم بسفك دماء الأبرياء من بني جلدتهم فأولئك في الآخرة من اصحاب الشمال إلا من تاب من بعد ظلمه وأصلح .
وهنا أسأل بيني ويبينكم (ولن أفشي لكم سرا) .. لو أنكم خرجتم للتظاهر مطالبين بتغيير النظام ، وكانت قوات أمننا البواسل من النوع الذي على يمين الصورة وأتت هذه القوات لتردع التظاهر بماذا ستهتفون حينها ( الشعب يريد اسقاط النظام ) أم ستهتفون ( الشعب يريد من هذا النظام ) ؟!! (*ـ^) .. 

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني
13 إبريل 2011

اللي ما تعرفش تتبخر...


يُحكى أن محاضراً فذاً أراد أن ينعش جمهوره من المتدربين فقال لهم : أريد أن أعترف لكم بسر وهو أني قضيت أفضل سنوات حياتي في حضن امرأة لم تكن زوجتي !
صُدم الحضور ودهشوا من جرؤة بل و وقاحة محاضرهم الذي كانوا يعدونه أستاذاً وقدوة لهم .. لكن المحاضر أكمل كلامه قائلاً : هذه المرأة كانت أمي ..!
عندها ضحك المتدربون ونهضوا واقفين وهم يصفقون بحرارة اعجاباً واحتراماً بعد أن كانوا على وشك البصق عليه..

تأثر أحد المتدربين بالموقف وأراد أن يقلد هذه المزحة ..

فدخل على زوجته التي كانت تحضر الشاي له ولضيوفه في المطبخ وقال لها بصوت كله ثقة بقدراته الكوميدية : أريد أن أعترف لكِ بسر وهو أني قضيت أفضل سنوات حياتي في حضن امرأة أخرى !

الزوجة : ماذا تقول يا ابن الـ ...... ؟! "

سكت المسكين لمدة 20 ثانية من هول صدمة رد بنت الناس (حرمه المصون) وحاول أن يُكمل النصف الثاني من المزحة .. لكنه غاب عن الوعي .. وعندما أفاق وجد نفسه ممدداً على سرير احدى المستشفيات وقد غطت جسمه حروق من الدرجة الأولى ناتجة عن سلقه بمحلول من الماء المغلي بالسكر .. !!
تذكرت ما ورد بعاليه وأنأ أحاول جرد كمية الكذب وأساليب التضليل الغبي والمزاح الثقيل التي مارسها نظام الرئيس صالح على الشعب اليمني على مدى ثلث قرن، لكني فشلت بامتياز لأني اكتشفت بأنها أكبر من أن تُحصى ليس من الناحية العددية فحسب بل من ناحية الحجم والوزن، فجميعها من ذوات الوزن الثقيل جداً التي لا يستوعبها ميزان و لا يناسبها معيار .. وقلت في نفسي لو أننا استفدنا من هذه الضخامة بالمنافسة على الوزن في حلبات مصارعة السومو لكنا قد استحقينا بطولة العالم طوال تلك الفترة ولخرج الرجل مرفوع الرأس على الأقل بهذا الانجاز الذي كان سيُحسب له ولأولاده وأحفاده من بعده.
قد يقول قائل .. إن شعبنا المطحون هو من تحمّل على كاهله عواقب وتبعات كل ذلك الكذب والخداع والتذاكي عليه، نقول له قولك حق ولكن ما لم يدركه النظام هو أن عدم الالمام بقواعد (الصفاط) الثقيل مع الشعوب .. كمثل عدم الإلمام بالأسلوب الصحيح للتبخُّر بالبخور الذي يحاول النظام استخدامه اليوم للتغطية على روائح ظرطه التي فاحت وأزكمت أنوف عباد الله في مشارق الأرض ومغاربها .. وستكون نتيجته الحتمية هي حرق (العدة) .. والمثل الشعبي (المنسوخ) يقول: " اللي ما تعرفش تتبخر تحرّق (الزنّة) " أو كما يُقال في الرواية الأصلية ..

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
12 ابريل 2011

صالح يا جناه ..


أراد الرئيس صالح أن يعيد صياغة قصة القطران المعروفة عن الامام (أحمد يا جناه) بطريقة عصرية تتناسب مع مقتضيات المرحلة ومتطلباتها ولكن الهدف هو ذاته مع اختلاف بسيط هو أن صالح هذه المرة أراد أن يتأكد من صحة عقول من تبقى من مؤيديه فسألهم :
ما هو الشيء الذي لا يقلعه العسكري إلا عند نومه؟
قالوا له: البدلة الميري.
قال لهم : لا
كرروا المحاولة أكثر من مرة ولم يتمكنوا من الاجابة، فطلبوا منه المساعدة .. قال لهم : هو شيء له رباط.
حاولوا مجدداً ولكن دون جدوى .. فقالوا : عجزنا يا فندم .. أعطينا الحل؟ .. قال لهم بكل زهو : الجزمة يا حمير... ((طبعاً أصدقائي القُرّاء راح بالهم بعيد أنا داري.
قالوا: هاااااااااااااااااااااااا .. وأرادوا أن يثبتوا له أنهم ليسوا حمير كما يظنهم بل لا زالوا يتمتعون بقليل من العقل فطلبوا منه أن يعطيهم فرصة أخرى و يسألهم سؤال آخر ووعدوا بالإجابة عليه هذه المرة مهما كان صعباً.
قال لهم: من هو الرئيس الذي يبدأ أسمه بحرف العين وجالس على كرسي السلطة 33 سنة .. والشعب (شحّب) يقول له ارحل وهو يرد عليهم من يرحل؟
حاول (الخُبرة ) كثيراً لكنهم كالعادة لم يتوصلوا للإجابة الصحيحة .. فطلبوا المساعدة كالمرة السابقة وقالوا: قل لنا فقط هل هو برباط أم بدون رباط؟
ضحك الفندم مطمئناً على غباء خُبرتِه وقال لهم: بدون رباط.
صرخوا بصوت واحد: الصندل يافندم.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
10 ابريل 2011

عُدت حافياً


لظرف خاص تأخرت اليوم عن الساحة و لادرك صلاة الجمعة ترجلت من سيارتي و هرعت إلى مسجد الحمزة المقابل لجامعة الايمان .. وضعت صندلي (أعزكم الله) في الصندوق رقم (2011) وبعد ركعتي التحية جلست لقراءة سورة الكهف وما تيسر من آي الذكر الحكيم .. بعد إتمام الصلاة .. تذكر الامام أنه لم يدعو على النظام كالعادة قبل سجود الركعة الثانية فقام بالدعاء بعد التسليم وكان بعض المصلين قد بدأوا بالانصراف مهرولين ليدركوا سوق القات المجاور قبل الزحمة .. بينما استمريت أنا ومن اشتروا قاتهم قبل الصلاة نؤمّن على دعاء خطيب الجمعة ونقطع رزق خطباء ما بعد الجمعة من الاخوة الشحاذين وأمرنا وأمرهم لله .. حدثني قلبي قائلاً : راح الصندل الجديد يا شيباني.. بعد الانتهاء من الدعاء قلت لنفسي لأصلي ركعتين (ولتحبل بربح) .. أتمت ركعتي السُنّة وقمت مسرعاً لتفقد صندلي .. فتحت الصندوق فوجدت .. خير اللهم اجعله خير .. كيساً من البلاستيك الأبيض وقد تحول صندلي بداخله من ماركة (كلاركس) إلى صندل بلاستيك أسود متسخ ماركة (شلوك الجن) .. فقلت محدثاً نفسي لعل هذه من بركات دعاء شيخنا الامام على النظام بحكم أني اشتريت الصندل من تاجر مؤتمري حلت على بضاعته اللعنة فأصابت صندلي.. ثم ضحكت لأني تخيلت (فخامة الرمز) يخرج متسللاُ وتحت ابطه صندلي العزيز ولكن شعب المصلين أدركوه وهو يحاول الهرب و (هات يالطم) ..

والسؤال المطروح هو : من برأيكم المسؤول عن سرقة صندلي المبجل .. (رمزنا المفدى) أم ذاك البائس الذي سرقه؟ .. وصلتني أول إجابة منطقية من جازع طريق وكانت: أنت المسؤول لأنك لو وضعت الصندل بالصندوق رقم (33) لوجدته عند خروجك متمسكاً بالصندوق ولن يخرج منه حتى لو صرخت في وجهه قائلا: (اررررررررحل) .. 

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
8 ابريل 2011

بلاطجة من طراز جديد (فيرجن2)


يُحكى أن أحد الرعية شكى للقاضي ثلاثة من الباعة الغشاشين كان أولهم يبيع ليموناً والثاني يبيع تفاحاً أما الثالث فيبيع بطيخاً أحمر (حبحب) .. وبعد أن تيقن حضرة القاضي من صحة الدعوى أراد أن يعاقب الغشاشين عقاباً يكون عبرة لسواهم ، فأمر بأن تعاد إليهم كل الكمية المشتراة من المشتكي ولكن ليس بالطريقة التقليدية (يداً بيد) بل حشواً في (أجوافهم) و بشكل كامل (كما هي دون تقطيع) .. جزاءً بما كسبوا نكالاً من القاضي بهم (( مع تحفظي على طريقة الحشو )) ولكم أن تفسروا أسباب تحفظي حسب نواياكم *ـ^..

المهم .. أثناء تنفيذ الحكم كان بائع الليمون يصرخ حتى خرج مزمار حلقِه (و تدندلت) عيناه من شدة الألم، مع ذلك تم استكمال تنفيذ الحكم دون هوادة أو رحمة حتى آخر ليمونة .. عندها استدعى العسس المذنب الثاني وهو بائع التفاح وبطحوه أرضاً ثم شرعوا بحشو التفاح في (جوفه) لكنهم لا حظوا شيء غريباً وهو أن بائع التفاح كان يصرخ تارة ويضحك أخرى .. الأمر الذي أثار حفيظة القاضي .. فأمر بوقف التنفيذ ليسأل صاحبنا عن أسباب بكائه ثم ضحكه على التوالي مع أن التفاح أكبر حجماً وبالتالي فهو أشد إيلاماً من الليمون والمفرض أن لا يدع مجالاً للضحك ..

فبما أجاب بائع التفاح حسب ظنكم ؟!....

لن أدعكم تفكروا كثيراً اشفاقاً عليكم من عقاب أشد وأنكى يفرض هذه الايام على كل من تسول له نفسه أن يستخدم عقله..

باختصار وبدون فلسفة كان جواب بائع التفاح : يا سيدي أنا أبكي على نفسي من شدة الألم ولكني أضحك على ما سيحدث لصاحبي بائع (الحبحب) .. 

قفزت إلى ذهني هذه الحكاية عندما أرسل لي قيل قليل صديقنا عباد قحطان الصورة المرفقة مقرونة بسؤال هو : " أيش رأيك بهذا النوع من البلطجة ؟".. ورداً على سؤاله أقول : بقدر رغبتي بالبكاء على حالة الافلاس التي وصل إليها نظام زعيمنا المفدى بعد أن أنفض من كانوا حوله من الرجال الحقيقيين و تلاهم في ذلك من أدركوا بأن البلطجة لم ولن تجدي أمام من يستقبلون رصاصها بصدورهم العارية .. فلم يجد النظام بُدأ من استخدام بلاطجة من طراز جديد أمثال من حوتهم الصورة .. لكني بذات الوقت أضحك حتى الصرع ليس شماتة في الزعيم ونظامه لا سمح الله فليس من طبع المسلم أن يشمت بمن قلّت حيلته وخف عقله .. بل أضحك رثاءً عندما أتخيل ما يحدث كل ليلة لباعة (حبحب) هذه الايام .. أقصد تحديداً (البعول الأشاوس للبلاطجة الجدد) ... 

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
6 إبريل 2011


أبحث عن ذاتي التي رحلت (فنتازيا سياسية)

قبل أيام قلائل فتحت صفحتي على الفيس فوجدت طلبات صداقة أعتدت أن لا أهملها ولا أقف أمامها طويلاً.. إلا أن أحدها استوقفني لكون اسم صاحبه (نورٌ على نور) .. أردت أن أعرف من الطارق قبل أن أفتح له بابي .. فسولت لي نفسي أن أختلس النظر من ثقب باب داره الكائن بمدينة الفيس لأرى بعد ذلك ما سأفعل .. لكني لم أجد إلا الخيبة وما رأيت غير الصمت و الفراغ .. فقد كان الدار خاوياً على عروشه إلا من اسم صاحبه المشع بالنور.. (حيث لا أصدقاء ولا معلومات بالصفحة أهتدي بها لصاحب الدار).

أوجست في نفسي ريبة .. ثم قلت لها : هوني عليك ايتها النفس .. لعل صاحب الدار من سكان الفيس الجدد ، ويريد أن يتعرف على الجيران ويضمهم إلى قائمته ليستأنس بهم .. ثم ليس مِثلُكِ من يردُ يداً تصافحه أو تطرق بابه أياً كان الطارق..

قلت للضيف : ارحِب على العين والرأس .. وما هي إلا سويعات حتى تحققت هواجسي تجاهه فقد رمى لي صاحبي برساله .. فتحتها فتناثر جمرها المتوهج باللوعة والشوق على شاشة حاسوبي فأسرعت بإطفائها وسألت : من أنت أيها المُحبُ الولهان؟ .. لعلك أحد ((الحرّيب (جمع حُرّبي أو حُرّابي)) الذين اعتدتُ عليهم واعتادوا عليّ وألفتهم وألفوني، أم تُراك ربيباً للكاميرا الخفية؟ ..
قال : كلا و أقُسمُ بكل مقدس أني لا أريد إلا الوصل .. قُلتُ محدثاً نفسي : شكلك (ودّفت) يا شيباني.. ثم قُلتُ له: ولكن أيها الحبيب لن يكون الوصال وجه لوجه بل (فيساً لفيس) قال : فليكن .. قُلتُ : تباً لوصل إلكتروني لا يسمن ولا يغني من جوع .. ثم (طنشت).. لكنه أبى إلا أن يستمر في استفزازي بنثر جمر من نار الخليل إبراهيم يفوح برداً وسلاماً وشذاً من أريج الجنة ..
ضغطتُ عليه وقسوت كثيراً لأجبره على الاعتراف بكينونته .. فما كان منه إلا أن ترك لي على عتبة بابه رسالة أخيرة .. أشعلت غُصة في حلقي وأنزلت دمعة ترقرقت وأحرقت حدقة عيني قال في ختامها: لا ترد على رسالتي هذه لأني سأكون قد غادرت الدار التي سكنتها خصيصاً لأكون بقربك .. ثم أغلق الدار و رحل ..
هل تعرفون صاحبي ؟.. لعلها .. ذاتي التي ضاعت مني .. فان وجدتموها .. قولوا لها بأني أعتذر و أقول مُخلصاً: عودي لأني اشتقت إليكِ ..لا ترحلي .. و ليرحل النظام الذي فرّق بيني وبين ذاتي ..

 وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
5 إبريل 2011


خراف الثورة وثورة الخراف


لقد عدت للتو من حيث كنت.. و كنت مع إخوة لي هناك.. سمعت خلال لقائي بهم كلاماً سخيفاً يدور:

أورد الأول تحليلاً لخبر تناقلته وسائل الإعلام اليمنية وعدد من المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي حول ولادة خروف في محافظة الضالع مكتوب على رأسه كلمة (ارحل).. فقال الثاني وأنا اليوم سمعت أن نعجة أخرى أنجبت خروفاً آخر مكتوب عليه: ( لا ترحلش ).. وبدأ كل طرف ينكر ويستخف بكلام الآخر وكادت تقوم معركة بين الخروفين .. عفواً بين الفريقين.

فقلت في نفسي لاشك أن الكسبة (النعجة) الأولى قد (تجعجعت) في بيت أحد الثائرين الجياع بينما (ترعرعت) الثانية في قصر الرئاسة, ويبدو أن الكبش واحد والأمر لا يعدو أن يكون خلافاً في الرؤى بين (طبينتين) من النعاج وهذا نتاج طبيعي لأجواء الديموقراطية واسعة الانتشار في بلادنا لدرجة أن النعاج بدأت تمارسها على أرض الواقع بينما يأبى بعض ساستنا أن يفهموا معنى (ارحل) ...

المهم أن الجدل حول الموضوع استفزني كثيراً فتجسد في مخيلتي مشهد حاولت رسمه لكم من خلال بعض السطور، واعذروني فقد رسمت بقلم من (رصاص) وفي دقائق لألحق المشهد الذي كان يبث مباشرة على قناة مخيلتي ولن يعاد :

خرِافُ الرحيلِ ولا للرحيلْ
كُلهم جائعون
وكبشٌ سمينٌ
يناطح بعض رؤوس الخراف ببعض
ويرعى وحيداً
(يقُشُ) مراعي الخراف الجياع جميعاً
بلا أو نعم
يقول لهم :
يا خرافي الصغار
أنا الكبش من بينكم
وأنتم خرافٌ صغار
لم تبلغوا الرشدَ بعد
دعوني اُصححُ أوضاعكم
دعوني اُحسّنُ أحوالكم
دعوني اُقلّم أظفاركم
دعوني أبول على عقلكم
فلا عقل أصلاً لكم
وإلا لما كنت قد سقتكم
و سفهتُ أحلامكم ثُلثَ قرنٍ
وأنتم تقولون:
يا كبشنا أنت عزٌ لنا .. ونحن فداءً لكم

فتباً لكم .. ثم تباً لكم .. ثم تباً لكم
وعذراً لكم سيدي الكبشَ
ولا عذرَ عندي لكم يا خراف.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني. 31 آذار 2011