الخميس، 28 أبريل 2011

قرار جمهوري يقضي يصرف ملطام لكل مواطن


في ظل الأوضاع الحرجة التي تمر بها البلاد أراد السيد الرئيس أن يسترد شعبيته التي فقدت فأمر رئيس الوزراء أن يرفع الأسعار لكي يتضايق الشعب ليأتي هو فيلقي خطابا ويعلن تخفيض الأسعار، فعلا قام رئيس الوزراء برفع الأسعار، ولكن الشعب لم يتكلم، عادي جداً، استغرب الرئيس ، وقال لرئيس الوزراء طيب ارفع الضرائب على المرتبات إلى 50%، رفع رئيس الوزراء الضرائب 50% لكن الناس هزوا رؤوسهم وسكتوا، غضب السيد الرئيس غضبا شديدا وقال لرئيس وزرائه شوف.. طلع أي قرار أعوج من عندك يخلي البلاد تحرق حريق، قام رئيس الوزراء بإصدار قرار ينص على أن كل من يدخل شارع عام يدفع مائة ريال، الناس تأففوا قليلا و ضربوا كف بكف ودفعوا، فقرر رئيس الوزراء أن من يدخل الشارع يدفع مائة ريال وعندما يخرج من الجانب الأخرى من الشارع يدفع مائة ريال أخرى، قال الناس اللهم طولك يا روح .. أمرنا لله و دفعوا، كبرت المسألة في رأس رئيس الوزراء وأمر إن من يدخل الشارع بعد أن يدفع المائة ريال وهو خارج من الشارع يدفع مائة ريال ويأخذ مِلطام (كف) على قفاه، وعندما رأى الأمن مستتبا خرج السيد الرئيس بنفسه متنكرا يتابع الموقف، فشاهد الناس يدفعون وهم يدخلون الشوارع مائة ريال، ومائه أخرى و هم يخرجون و يأخذ كل واحد منهم المِلطام المقرر له ويمشي بمنتهى الهدوء، فاشتاط غضبا وكاد يكشف نفسه إلا أنه سمع واطنا يصرخ وهو ثائر جدا فاستبشر الرئيس خيراً وأقترب من ذاك الثائر وسأله: مالك؟ فأجاب المواطن الثائر: يا أخي الوضع هذا لا يطاق .. ما يخارجش أنا واقف هنا بالطابور منذ خمس ساعات.. ما ينفعش هذا الكلام ..لازم الرئيس يزيد عدد البلاطجه اللي يلطمونا !!!!

رن جرس المنبه فقمت مرعوبا مذعورا وقد اغتسلت بعرقي .. فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم ثم حمدت الله بعد أن أدركت أن كل ما سبق كان مجرد كابوس، فشعبي لا يمكن أن يكون هكذا لأنه شعب حر، لا يقبل الضيم و يعرف كيف ينتزع حقه من فم السبع .. لقد كان هو الآخر يعاني من كابوس طويل دفن خلاله حياّ، ولكنه استيقظ وها هو ذا يولد من جديد في ميادين التغيير ..

 وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
 03 مارس، 2011