بعد المبادرة الأخيرة التي أطلقها فخامة الرئيس وما قبلها من التنازلات كانت كل التوقعات تشير إلى أن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى تهدئة الشارع ومن ثم التناقص المتدرج لأعداد المتظاهرين والمعتصمين المنادين بإسقاط النظام، ولكن على عكس ذلك لوحظ أن أعداد الخارجين إلى الشارع والمنضمين إلى حشود المعتصمين يتزايدون يوماً بعد آخر، وبعد أن تأكد للقيادة السياسية عدم وجود عناصر خارجية أو حزبية تحرك الشارع ، تعززت نظرية المؤامرة من الداخل وتأكدت فكرة وجود طابور خامس داخل النظام يعمل بصمت على تقويضه، وكان لابد من إماطة اللثام عن العناصر المشبوهة، وبناءً عليه تقرر عقد اجتماع مغلق مع عدد من القيادات المقربة من موقع القرار، وفي هذا الاجتماع أراد الرئيس أن يفضح الرأس المدبر للمؤامرة وصرح للمجتمعين بأن معلومات مؤكدة وصلته عرف من خلالها الشخص الذي يقود التآمر وهو شخص يبدأ أسمه بحرف الطاء .. وطلب أن يفصح المعني بالأمر عن نفسه لعله يحظى بالعفو المعروف عن سيادة الرئيس وإلا سيتم إجباره على الاعتراف وبالتالي مواجهة مصيره المحتوم جراء خيانته.
حضر الاجتماع عدد من المقربين الذين تبدأ أسمائهم بحرف الطاء ... ولكن أحدا من هؤلاء لم يبدي أية ردة فعل، غير أن الجميع لاحظوا أن (السيد سلطان) هو الوحيد الذي تغيرت ملامحه وأغتسل جسمه بالعرق واعترته الرعشة ومظاهر الرعب الشديد، فالتفت إليه فخامة الرئيس وقال: يا سلطان ليش أنت خائف مع أن أسمك لا يبدأ بحرف الطاء ... رد سلطان : .. أنا داري يا فندم بس أنت دائماً تدعيني يا طرطوووووووووور.
وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
15 مارس 2011
15 مارس 2011