في كل مرة يحاول أحد القرود الصعود لأخذ الموز يتم رش باقي القرود بالماء البارد، وبعد فترة قصيرة من الوقت كان أي قرد يحاول الصعود لأخذ الموز يقوم باقي القرود بمنعه بل وضربه كي لا يرشون بالماء البارد.
بعد مرور فترة أطول سيطر الجوع على القرود إلا أن أحداً منهم لم يجرؤ على صعود السلم لأخذ الموز رغم كل الإغراءات والفرص المتاحة وذلك خوفاً من قيام باقي القرود بضربه.
بعد ذلك تم استبدال أحد القرود الخمسة بقرد جديد ، وكان أول شيئاً قام به هو الصعود على السلم ليأخذ الموز ولكن بقية القرود الأربعة قاموا بضربه و أجبروه على النزول وبعد عدة محاولات انتهت جميعها بالضرب فهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب.
بعدها تم استبدال قرد آخر من القرود القدامى بقرد جديد وحل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بضرب القرد الجديد وهو لا يدري لماذا يضربه.
و هكذا حتى تم استبدال جميع القرود الخمسة القدامى بقرود جديدة لم يرش عليهم الماء البارد مطلقاً، ومع ذلك كانوا يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم ودون أن يعرفوا ما السبب.
ترى .. لو أننا سألنا تلك القرود لماذا تضربون القرد الذي يحاول صعود السلم؟
بكل تأكيد سيكون جوابهم: لا ندري .. ولكنا وجدنا من سبقنا يفعل هذا ففعلنا مثله.
أليس هذا هو بالضبط ما تعيشه اليوم شعوبنا العربية عامة.. ألم نعش روتيناً من الفقر والجوع والقهر دام عقوداً مع أن سلة الموز بين أيدينا .. ولماذا ترتعد فرائصنا من مجرد التفكير بالتغيير؟ هل لأننا نخشى أن نضرب من باقي القرود؟ ألسنا شعوب نعد بعشرات الملايين استولى على مقدراتها قرود يعدون بأصابع اليد الواحدة ؟ ألسنا بقادرين على سحقهم تحت أقدامنا كالصراصير و رميهم في مزبلة التأريخ ؟ ... فلما إذن كل هذا الخنوع ؟!!!
وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
08 مارس، 2011