"عسل يا طارق .. أضحكتني عباراتك السابقة بألم والله ".. كانت تلك هي العبارة التي ختم بها الأستاذ المناضل شوقي القاضي عضو مجلس النواب ..تعليقه على مقال لي نشرتُه سابقاً تحت عنوان (علي وبس لما نيبس) تضمن مشهداً لذوي (الجشائب) من الجياع الذين تجمعوا في ميدان السبعين ليهتفوا (للفندم)"بالروح بالدم نفديك يا علي" في الوقت الذي لم يعد لديهم دمٌ أصلاً ليفدوا به الذي امتصه منهم .
وليس بمستغرب على رجال من أمثال شوقي القاضي وسلطان العتواني وصخر الوجيه وعلي عشال ومن على شاكلتهم من أحرار مجلس النواب وكل الأحرار الذين أبوا إلا أن يتحملوا مسئولياتهم التاريخية تجاه شعبهم في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن- أن يضحكوا ألماً وهم يشهدون مثل هذا المشهد خاصة إذا تخيلتم معي أن كل واحد منهم يحمل جبلاً من الهم الوطني على ظهره كالذي نراه في الصورة.. عندها لن نقول إلا : كثّر الله خير(سلسلة ظهورهم)كونها لم تُسحق تحت وطاءة كل هذا الثقل من الهم.
لكني أسأل العارفين: ألا يكفينا ألم 33 سنة من السنين العِجاف؟! .. وهل نحن فعلاً بصدد العام الذي فيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ؟! .. أم أننا نسمع الجعجعة ولن نرى الطحين إلا في 2013 بناءً على رغبة (الطحّان) ؟.
أصدقكم القول بأنا هرِمنا انتظاراً للحظة التاريخية و نحن من جمعة (المطيط) إلى جمعة (السليط) وبين الجمعتين لا نسمع إلا خرطاً وخريط ..فإن كان الخبر عند أهل الذكرِ فليأتونا به لتطمئن به القلوب وإن لم يكن فتعالوا نصدح معاً بالمهجل الشعبي التالي:-
وا ليل الما وا ليلان ..
ابنك يا عمه طحّان ..
قليل الحيا سكران ..
يا حامينا يا ثُعبان ..
من خارج عامل سلطان ..
بس داخل مثل الجعنان ..
مُتقنبع شق الجدران ..
مثل الحمار البطران ..
لا زايد ولا نقصان ..
من جورك بعنا السامان ..
المطايب والطيسان ..
جنّي شلك لا سنحان ..
بطّل كلام النسوان ..
واهجع لك من الطنّان ..
لُك جنّي وأم الصبيان ..
إرحل فيسع يا تعبان ..
السر المخبى بان ..
إرحل ياظل الشيطان ..
وقت الزرة لا قد حان ..
لا تركن على الجيران ..
لا الأولاد و لا الأخوان ..
لا حاشد ولا خولان ..
لا زعطان ولا فلتان..
لا أموالك ولا التيجان ..
هذي الدعوه من انسان ..
من كُثر الهُدار ضبحان ..
ناذر نفسه للميدان ..
فارس من جيز الفرسان ..
بتراب اليمن ولهان ..
قلبه للوطن بُستان ..
ايمانه جبل شمسان ..
اسمه بالسما عنوان ..
طارق من بني شيبان ..
وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني
15 إبريل 2011