الخميس، 28 أبريل 2011

عاجل : الرئيس ونجله في مخبازة الشيباني



بحكم طبيعة عملي اضطررت يوماً لدعوة وفد من أحدى الجهات الدولية لغداء عمل،  ونزولاً عند رغبة المدعوين تقرر أن  تكون وجبة الغداء يمنية  بجته ، ولكون الأقربون أولى بالمعروف فقد أخترت للوفد مطعم ومخبازة الشيباني (إبن عم حقنا) ، فتم حجز القاعة الخاصة  بكبار الضيوف ، وبعد جلوس أعضاء الوفد حول الطاولة المخصصة لهم، لفت انتباه  أحد الذين كانوا بجواري وجود صورة كبيرة على حائط الصالة في مواجهة الطاولة وكانت الصورة لشخصين بجانب بعضهما .. و نظراً لحجم الصورة المثير للفضول أشار الضيف لصورة الشخص الأول وسألني من هذا.. ولم يكن الرجل قد زار اليمن من قبل .. فأجبته بأن صاحب الصورة هو رئيس الجمهورية، وبحكم وجود بعض الإخوة ذوي الباع الطويل في الطبال الذين لا تفوتهم مثل هذه المناسبة تبرع أحدهم للتعريف بالرئيس وراح يسرد الديباجة المعروفة بأن فخامته هو رجل المرحلة وباني نهضة اليمن الحديث  وصانع الوحدة ومحقق الديموقراطية وصاحب الفضل في المنجزات العظيمة كالسد والنفط ووووووووووو...الخ. واضطررت أن أترجم للضيف بعض ما يهرطق به صاحبنا  مع قليل من (المونتاج) طبعاً، وكان الضيف يهز رأسه وقد بدى عليه الملل من كثر النفاق الذي كان واضحاً، فقال مقاطعاً .. حسنا.. حسنا .. يكفي هذا لقد فهمت،  ولكن من هو الشخص الآخر الذي بجوار السيد الرئيس ؟
أصبت بالارتباك ولم أدري ما أقول لسببين، الأول هو أنني لم أرد أن أقول بأن الذي بجوار الرئيس هو نجله الأكبر العقيد الركن أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري وقائد القوات الخاصة  كي لا يذهب كل الكلام السابق عن الديموقراطية والحرية والمساواة ..أدراج الرياح، والسبب الثاني هو أني لا أعرف منجزات لنجل الرئيس حتى أقدمه بها للضيف .. فآثرت الصمت لبرهة، لكن الضيف بدى مصراً على معرفة الإجابة فقلت : هذا... هذا هو .. فلاحظ أحد الزملاء حيرتي وارتباكي وأراد أن يخرجني من الحرج الذي كنت فيه فقاطعني قائلاً :  يا أخي قل له إنها صورة صاحب المخبازة وخلص نفسك... 

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
12 مارس، 2011