الخميس، 28 أبريل 2011

خراف الثورة وثورة الخراف


لقد عدت للتو من حيث كنت.. و كنت مع إخوة لي هناك.. سمعت خلال لقائي بهم كلاماً سخيفاً يدور:

أورد الأول تحليلاً لخبر تناقلته وسائل الإعلام اليمنية وعدد من المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي حول ولادة خروف في محافظة الضالع مكتوب على رأسه كلمة (ارحل).. فقال الثاني وأنا اليوم سمعت أن نعجة أخرى أنجبت خروفاً آخر مكتوب عليه: ( لا ترحلش ).. وبدأ كل طرف ينكر ويستخف بكلام الآخر وكادت تقوم معركة بين الخروفين .. عفواً بين الفريقين.

فقلت في نفسي لاشك أن الكسبة (النعجة) الأولى قد (تجعجعت) في بيت أحد الثائرين الجياع بينما (ترعرعت) الثانية في قصر الرئاسة, ويبدو أن الكبش واحد والأمر لا يعدو أن يكون خلافاً في الرؤى بين (طبينتين) من النعاج وهذا نتاج طبيعي لأجواء الديموقراطية واسعة الانتشار في بلادنا لدرجة أن النعاج بدأت تمارسها على أرض الواقع بينما يأبى بعض ساستنا أن يفهموا معنى (ارحل) ...

المهم أن الجدل حول الموضوع استفزني كثيراً فتجسد في مخيلتي مشهد حاولت رسمه لكم من خلال بعض السطور، واعذروني فقد رسمت بقلم من (رصاص) وفي دقائق لألحق المشهد الذي كان يبث مباشرة على قناة مخيلتي ولن يعاد :

خرِافُ الرحيلِ ولا للرحيلْ
كُلهم جائعون
وكبشٌ سمينٌ
يناطح بعض رؤوس الخراف ببعض
ويرعى وحيداً
(يقُشُ) مراعي الخراف الجياع جميعاً
بلا أو نعم
يقول لهم :
يا خرافي الصغار
أنا الكبش من بينكم
وأنتم خرافٌ صغار
لم تبلغوا الرشدَ بعد
دعوني اُصححُ أوضاعكم
دعوني اُحسّنُ أحوالكم
دعوني اُقلّم أظفاركم
دعوني أبول على عقلكم
فلا عقل أصلاً لكم
وإلا لما كنت قد سقتكم
و سفهتُ أحلامكم ثُلثَ قرنٍ
وأنتم تقولون:
يا كبشنا أنت عزٌ لنا .. ونحن فداءً لكم

فتباً لكم .. ثم تباً لكم .. ثم تباً لكم
وعذراً لكم سيدي الكبشَ
ولا عذرَ عندي لكم يا خراف.

وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني. 31 آذار 2011