الخميس، 28 أبريل 2011

أبحث عن ذاتي التي رحلت (فنتازيا سياسية)

قبل أيام قلائل فتحت صفحتي على الفيس فوجدت طلبات صداقة أعتدت أن لا أهملها ولا أقف أمامها طويلاً.. إلا أن أحدها استوقفني لكون اسم صاحبه (نورٌ على نور) .. أردت أن أعرف من الطارق قبل أن أفتح له بابي .. فسولت لي نفسي أن أختلس النظر من ثقب باب داره الكائن بمدينة الفيس لأرى بعد ذلك ما سأفعل .. لكني لم أجد إلا الخيبة وما رأيت غير الصمت و الفراغ .. فقد كان الدار خاوياً على عروشه إلا من اسم صاحبه المشع بالنور.. (حيث لا أصدقاء ولا معلومات بالصفحة أهتدي بها لصاحب الدار).

أوجست في نفسي ريبة .. ثم قلت لها : هوني عليك ايتها النفس .. لعل صاحب الدار من سكان الفيس الجدد ، ويريد أن يتعرف على الجيران ويضمهم إلى قائمته ليستأنس بهم .. ثم ليس مِثلُكِ من يردُ يداً تصافحه أو تطرق بابه أياً كان الطارق..

قلت للضيف : ارحِب على العين والرأس .. وما هي إلا سويعات حتى تحققت هواجسي تجاهه فقد رمى لي صاحبي برساله .. فتحتها فتناثر جمرها المتوهج باللوعة والشوق على شاشة حاسوبي فأسرعت بإطفائها وسألت : من أنت أيها المُحبُ الولهان؟ .. لعلك أحد ((الحرّيب (جمع حُرّبي أو حُرّابي)) الذين اعتدتُ عليهم واعتادوا عليّ وألفتهم وألفوني، أم تُراك ربيباً للكاميرا الخفية؟ ..
قال : كلا و أقُسمُ بكل مقدس أني لا أريد إلا الوصل .. قُلتُ محدثاً نفسي : شكلك (ودّفت) يا شيباني.. ثم قُلتُ له: ولكن أيها الحبيب لن يكون الوصال وجه لوجه بل (فيساً لفيس) قال : فليكن .. قُلتُ : تباً لوصل إلكتروني لا يسمن ولا يغني من جوع .. ثم (طنشت).. لكنه أبى إلا أن يستمر في استفزازي بنثر جمر من نار الخليل إبراهيم يفوح برداً وسلاماً وشذاً من أريج الجنة ..
ضغطتُ عليه وقسوت كثيراً لأجبره على الاعتراف بكينونته .. فما كان منه إلا أن ترك لي على عتبة بابه رسالة أخيرة .. أشعلت غُصة في حلقي وأنزلت دمعة ترقرقت وأحرقت حدقة عيني قال في ختامها: لا ترد على رسالتي هذه لأني سأكون قد غادرت الدار التي سكنتها خصيصاً لأكون بقربك .. ثم أغلق الدار و رحل ..
هل تعرفون صاحبي ؟.. لعلها .. ذاتي التي ضاعت مني .. فان وجدتموها .. قولوا لها بأني أعتذر و أقول مُخلصاً: عودي لأني اشتقت إليكِ ..لا ترحلي .. و ليرحل النظام الذي فرّق بيني وبين ذاتي ..

 وللأحرار فقط تحياتي .. طارق الشيباني.
5 إبريل 2011